اخباريات محلية

رسول العلم الثمانيني في سطور !!

|
رسول العلم الثمانيني في سطور !!

 ارأيت أجمل أو أجل من الذي       يبني وينشئ انفساً وعقولا

 من هذا الشطر بالتحديد تبدأ كل الحكايات، حكاية رجلٍ ترى في كل تجعيده في وجهه قصة عمر وجيل، وفي انحناءة ظهره سببا في استقامة ظهور الرجال جيلا بعد جيل، يده التي ترتجف اليوم هي ذاتها التي امسكت القلم لتكتب، وأمسكت العلم لتحكم، لتحكم مدرسة وعقول ومن ثم جيل بأكمله، هو المعلم والمدير يحمل اعوامه الثمانين على ظهره، يتحدث عنها كأنها حدثت البارحة فقط، كأنه مازال على قيدها يتنفس شبابه وينفث اعوامه وذكرياتها في وجوهنا، كما دخان سيجارته التي تكاد لا تفارق يده المجعدة, اليد التي شهدت كل المعارك فوزا بالعلم والقلم .

اكرم نمر عارف فضة مواليد سنة 1932 ابن نابلس المدلل, كان على موعد دائم مع الفراق والوحدة إلا انه لم يتخلى عن مدينته التي ولد في صلبها، فهو متوسطا بين اخويه غالب وأنور توفيت أخته الكبرى وكان اللقاء مع الموت  يتجدد في كل فتره ليعود ويأخذ منه اثنين من إخوته كان الحزن يحاصر قلب نمر وهو يرى نفسه الرجل الوحيد المتبقي لأختين كان يجب عليه ان يكون رجلا معيالا وحاميا لهما، وكما هي سنة الحياة تمضي بنا كما تشاء، تزوجت أخته الصغرى وبقي هو وحيدا يسكن مدينته المفضلة يشرب سيجارته المعهودة ويصارع الوحدة والبقاء.

اطفئ صوت عبد الوهاب المتسلل من ذاك المذياع الصغير وأخرج آخر نفس من سيجارته و بدأ يتحدث عن نفسه قائلا: " درسُت مرحلة الابتدائية في مدرسة الخالدية بعدها انتقلت الى مدرسة الصلاحية  التي لم انهي مرحلة الثانوية فيها, اذكر انه في الصلاحية تعلمنا حمل السلاح وقد اشرف على تدريبنا الاستاذ يحيى الحجاوي، وفي الفترة ذاتها حضر الملك عبد لله الى القدس في منطقة الشيخ جراح  ذهبنا الى استقباله والترحيب به, اكملت المترك في فلسطين بعدها انتقلت الى مصر وأنهيت الثانوية هناك وفي العشرين من عمري بعد ثورة جمال عبد الناصر بثلاثة شهور درست  في كلية الزراعة 4 سنوات".

عام 1956 قام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس على اثرها قامت كل من اسرائيل وبريطانيا وفرنسا باحتلال سيناء وهو ما سمي (بالعدوان الثلاثي على مصر), كل هذه الاحداث كانت بعد وصولي الى مصر ب ثلاثة شهور فقط، وكأن الحظ السيئ رافقني الى هناك, لم ادري ماذا أفعل حينها هل أعود الى حضن والدتي وأترك تعليمي لأحمي نفسي  من حرب طاحنة, أم أبقى وتحتضنني أم الدنيا (مصر) وتحميني حتى احقق حلمي !!!

عندما تكون فلسطينيا يكون حملك للبندقية والتطوع من أجل الدفاع عن أي بقعة في العالم العربي هو أمر اعتيادي، هذا ما فعله اكرم فضة عندما حمل بندقيته بقلب قوي وذهب الى منطقة الغيط الزراعية  لمحاربة البرشوتات التي كانت تلقيها الطائرات الاسرائيلية على مطار ألماظه في مصر, فضة كان و احدا من بين المئات من زملائه الذين ذهبوا للتعليم ولكن شغلهم شغف الدفاع عن الوطن فدخلوا قنوات المياه مع بندقياتهم الطويلة وهم لا يعلمون كيفية استخدامها فحالفهم الحظ بعدم سقوط أي برشوت ناحيتهم ليبقوا سالمين امنين.

 أتذكر حينها شعرنا بأن الجوع هو عدونا الأكبر الذي يجب علينا محاربته, لكن مع وجود فلاحي الغيطه لم يتمكن حتى الجوع من السيطرة علينا, جلبوا لنا طعاما يقال له ( لبن المش) تكون طريقة تصنيعه على مدة أشهر حيث يوضع في الفخار ويغطى حتى يتخمر، وفي هذه الاثناء قد يتسلل اليه بعضا من الديدان او الذباب وهذا ما رأيته اثناء اشعالي الكبريت صدفة لأدخن سيجارتي, لكن طيبة الفلاحين وبساطتهم تجبرك على ان تأكل كل ما يقدمونه لك بكل حب واحترام.

انتهت مدة تطوعنا في الغيطه وحان موعد العودة الى منازلنا والى مقاعد التعليم، كانت الاجواء بالقاهرة مأساوية الى الحد الذي أفقدني الأمل أن أعود الى مكان سكني, وبعد طول عناء تمكنت من الوصول, صعدت الدرجات بلهفة وقرعت الجرس وإذا بشاب شاحب الوجه طويل القامه  غريب يرحب بي.

 قلت له: من انت؟

  قال: انت من ؟

 أصابتني الذهلة من ذلك الغريب الذي يفتح لي الباب ويسألني من أكون

قلت : انا اكرم فضة صاحب هذا المنزل.

ضحك الشاب وقال تفضل.

 علمت في ما بعد انه ابن عم صديقي الذي يسكن معي في المنزل نفسه، جاء من غزه في الآونة الاخيرة هرباً من الحرب التي حلت بفلسطين، دخلت لأبدل ثيابي وقام صديقي لإعداد الطعام وبعد دقائق قصيرة بدأت رائحة السمك تعم المكان فقد كان سمك بنكهة غزاوية أحضره معه من فلسطين الحبيبة, فلا زلت حتى الآن احدث عائلتي عن مذاق طعمه الرائع.

وفي صباح اليوم التالي عاد الطلبه الى اجواء الدراسة و قاموا بتسليم البنادق التي كانت بحوزتهم ليتم مكافأتهم بثلاثة جنيهات لكل واحد منهم.

بعد ان عم الهدوء داخل مصر كان لقاء رابطة الطلاب الفلسطينيين بقيادة ياسر عرفات (ابو عمار) للرئيس جمال عبد الناصر أمرا حتمياً وفي غاية الأهمية، نظراً للعلاقات الودية بين مصر وفلسطين آنذاك و لأن الجيش المصري كان على معابر وحدود غزة ومطلعاً على كافة أخبار فلسطين، فكان لا بد من وجود من يهدئ من خوف الطلبة على أهاليهم، كانت هي المرة الاولى والأخيرة للقاء فضة مع الرئيس ياسر عرفات وجمال عبد الناصر، فلم يتبقى له من تلك الايام سوى بعضاً من ذكرياته وصورة تذكارية معهم.

ما زلت أذكر لحظات تخرجي من الجامعة بعد أربعة سنوات من التعب والمشقة، فما أجمل أن تحصد ثمرة نجاحك بشهادة جامعية تعود بها الى وطنك ليفخر بك والداك والوطن حملت حقيبة سفري وشهادتي وعدت الى نابلس جنة الله على الأرض رائحتها كرائحة المسك, ولكن هي مدينة قد تخذلك عند البحث عن عمل لتعود وتبعدك عنها مرة أخرى، فأصبحت أتجول بين مدينة وأخرى لأجد نفسي بين احضان مؤسسات مدينة أريحا الزراعية عملت بها ما يقارب سنتين, وفي يوم من الايام ذاع الخبر ان ياسر عرفات قد استلم ادارة الحكم في اريحا وغزة نزعت من حقيبة ذكرياتي الصورة الجماعية التي تصورناها معا و ارسلتها مع اشخاص تابعين لحركه فتح، نظر اليها بتمعن وقال (الله ده انا)، وبعد ذلك لم يكن لي أي اتصال اخر معه.

في فترة الحكم الاردني وتوليها لإدارة مؤسسات التربية والتعليم في فلسطين، حصلت على وظيفة رسمية في مدرسة جنين الاعدادية لمدة سنة واحدة كمدرس لمادة النشاط الزراعي، على الرغم من صعوبة المواصلات والتنقل إلا ان رؤية الطلبة كان يزيل همي وينسيني معاناة الطريق, بعد ذلك سمحت لي الفرصة للعودة الى نابلس  وتدريس مادة الاحياء  في مدرستي الصلاحية والجاحظ، تتلمذ على يدي كبار الاطباء والعلماء في هذا البلد مثل الدكتور نضال كمال وغيره العديد وما زلت على تواصل معهم حتى هذه اللحظة.

هناك لحظات لا تتكرر في حياتي مهما عشت طويلاً، يمر على ذاكرتي كثيراً زيارة الملك حسين لمدينة نابلس وتفقده للمدارس، عندما كنت مدرساً في الصلاحية استقبلته انا وزملائي مسك بيدي وتفقدنا صفوف المدرسة معاً على الرغم من اني لازلت مدرسا فقط.

 

 مع أوائل السبعينيات عين كأصغر موجها بمديرية التربية والتعليم في نابلس، كرس فضة حياته للعلم والتعليم، عندما انتقل من مرحلة التعليم   في المدارس الاعدادية الى مدرس للتوجيهي المصري في النجاح القديمة لمدة ثلاث سنوات، وعندما تحولت النجاح الى معهدا للمعلمين  عملت بها ما يقارب الاربعة سنوات, واصل عمله ليله مع نهاره فعمل في الفترة الصباحية موجها في مدارس جنين و في الفترة المسائية في معهد المعلمين استمر على ذلك حتى وقعت النكسة عام 1967.

قدري طوقان هو احد الشخصيات المؤثرة في حياتي وأحد اصدقائي المقربين, في احدى الايام حدثته عن فتاة جميلة سلبت عقلي عندما مرت من أمامي في أحد شوارع المدينة، فهي لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها بعد, على الفور دعى عدة شخصيات من بينهم موظفو النجاح وذهبنا معا الى بيت الفتاة وتم الاتفاق على مراسم الزواج وارتبطت بها رسميا.

 استندت حياتنا الزوجية الى الثقة والحب والاحترام المتبادل انجبنا 6 بنات اكبرهم هي ماجدة رفيقة دربي وجميلتي, جميعهن يحملن شهادات عليا بتخصصات مختلفة  من عدة جامعات.

عام 1967 او ما اطلق عليه جمال عبد الناصر بعام النكسة، دخل الاحتلال الاسرائيلي الى فلسطين حينها كنت رئيس قاعة التوجيهي  في مدرسة إربد، وزوجتي وبناتي الثلاثة ما زالوا في الضفة, انهى طلاب التوجيهي اختباراتهم وحان موعد العوده الى الضفة ركبت سياراتي وبصحبتي صديقي انور الطاهر ذهبنا الى محطة البنزين وإذ بالجنود الاردنيين اوقفوني وطلبوا مني ايصالهم الى معسكراتهم, قلت لهم اني ذاهب الى الضفة ليزيدوا من خوفي ويقولوا لي ان الطريق صعبة للغاية و الغور مدمر, بالفعل كانت الطريق صعبه وأصوات الطائرات تدوي في كل مكان, بقي الخوف بصحبتنا حتى وصلنا دوار نابلس القديم وعاد كل منا الى بيته.

ما زال يجلس على الأريكة ذاتها وما زالت سيجارته مشتعلة في يده اليمنى، يبدأ حديثه ببيت شعر قائلا: سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم, نحن لا نشفى من ذاكرتنا فذاكرة رجلا تجاوز الثمانين من عمره تجد فيها ما لا تجده في كتب التاريخ التي امضى المؤرخون حياتهم في كتابتها, لاحقاً ستدرك أثر وجود مثل تلك الاشخاص في الحياة.
 

 عام 1974 اصبح فضة أكثر انشغالاً من ذي قبل وانغمس في عمله انغماساً كاملاً، حيث استلم مديرية التربية والتعليم في نابلس التي عينته الاردن على الرغم من انه ما زال في الاربعينيات من عمره، فهو الأصغر سناً لكنه الشخصية الادارية الأقوى بين زملائه الموجهين والمدرسين أيضا، لم يكن يعلم أن طريق التربية والتعليم في ظل وجود الاحتلال الاسرائيلي  معبد بالتضييق عليه وعلى أسرته وفي كل خطوه يخطوها تنبت الأشواك والأمراض النفسية والجسدية في حياته من جديد.

من هنا يبدأ بعرض شريط ذكرياته كأنه يعرض أمامك فلماً سينمائياُ قديماً، ويقول" كان استدعائي للحكم العسكري متواصل ليل نهار ليسألونني عن أوضاع المدارس والإضرابات فيها وعن اوضاع الطلبة المتمردين او ليكلفوني بتعيين بعض المعلمين غير الاكفاء ممن يختارونهم, وفي كل مره كان رفضي اعطاءهم المعلومات يزيد من سياسة الذل والتعجيز لترك التربية والتعليم".

ذات يوم كتبت الى المسؤول عن التربية والتعليم ادوارد كتابا قاسيا يبدأ بعبارة " ان كنت حقا مسؤولا عن التربية والتعليم ..." ليتم استدعائي من جديد والتحقيق معي عن سبب كتابة مثل هذه العبارات، وعلى أثرها قرر الحاكم العسكري نقلي الى الخضوري في طولكرم او مدير لكلية العروب في الخليل, رداً على هذا القرار الاردن رفضت طلب انتقالي واعتبرتني ملك لها وليس لليهود.

عمت الفوضى في المدارس الفلسطينيه وازداد تسرب الطلاب للتظاهر ضد الاحتلال والدفاع عن الوطن، واخترقت قوات الاحتلال قوانين المنع من دخول المدارس والاعتداء على الطلبة, كان طلاب التوجيهي هم ذو الحظ الأسوأ , لمعت فكرة تشكيل لجنة خاصة بقسم الامتحانات في ذهن اكرم فضة وتيسير النابلسي يتم من خلالها وضع الاسئلة وتصليحها والإشراف على سير الامتحانات, قاموا بعرضها على الاستاذ ابراهيم صنوبر فقرر انشاء هذا القسم وأصبح رئيسا  وعين اكرم فضة مساعد له وتم ابعاد الاستاذ تيسير النابلسي الى عمان.

كان يسعده دائما  ان يكون في الصدارة من كل شيء، فهو أول من ادخل مناهج التجويد كمنهاج اساسي يدرس في المدارس الفلسطينية, وقام بتأليف منهاج الاحياء للصف التوجيهي في الستينيات و ادخل فكره التشريح للطلاب, ويعد أيضا احد مؤسسي نادي الموظفين.

بين تعذيب وتنكيل  وقهر وكبت  ارتأى فضة ان يذهب الى قسم الامتحانات الخاص بطلبة التوجيهي وترك التربية والتعليم برهة من الوقت  ليترتب عليه فيما بعد  قيام سلطات الاحتلال بفصله كليا من المديرية.

كان كل شيء يدعو الى التذمر، اذكر في احدى المرات فرضوا علي ان اقوم بنقل احد اصدقائي المقربين من مدرسة طلال في مدينة نابلس الى قرية بيت ايبا وكان التنقل ما بين المدينة والقرية امر في غاية الصعوبة مما تسبب في زيادة الاحراج والمشاكل بيني وبين صديقي.

 

كم كان مدهشا قرار الفصل الاجباري بعد كل ما قدمته لخدمة التربية والتعليم  وكل ما عانيته من امراض كالقولون العصبي وعملية القلب المفتوح , نعم كنت  دائما اهرب من المناصب السياسية التي كان الجميع يلهثون للوصول إليها لكن وجود اسمي لم يسلم من قائمة الاغتيالات فقد اعتبرت قوات الاحتلال تواصلي مع المعلمين والمدراء يشكل خطراً عليهم ويساعدهم على التمرد.

 حصل فضة على امتيازات عديدة من الاردن مثل الجواز السفر الدبلوماسي و درجة اولى(أ)، فقرار فصله هو أمر مرفوض من قبلهم، وبقي معترفاً به لمده 4 سنوات كمدير للتربية والتعليم  وجميع شهادات التوجيهي بقيت توقع من قبله وإلا فإنها لا يعترف بها.

ظل جالساً مكانه يتذكر لحظة اعلان دخول السلطة الفلسطينيه بقيادة ياسر عرفات حينها قطعت الاردن الرواتب عن الموظفين لمدة سنتين كاملتين فعمل مهندسا زراعيا في بلدية نابلس براتب يومي لمدة ست سنوات اهتم خلالها بزراعة المدينة ورعايتها، بعد ذلك ترك البلدية وحصل على مكافأة بسيطة عن كل سنة خدمة راتب شهر واحد.

عاد من جديد ليعمل في وزارة الزراعة بمدينة اريحا كمدير عام للوزارة، وفي كل مره كانت عين الحاسدين لا تفارقه مهما ابتعد، فبعد محاولات لطردته من الوزارة تم تغير منصبه من مدير عام الى مدير اداري.

كانت ذكرياته تستيقظ فجراً بتوقيت الزهور ربما لازمه هذا التوقيت منذ ان ترك التربية والتعليم وافتتح محله الخاص (بيت الزهور)، كان يجلبها من الداخل المحتل و يحصل عليها بنصف السعر لأنه من الضفة, لكنه لم ينجح في عمله لأن حياة المدينة أساسا قد ذبلت بفعل ممارسات الاحتلال .

في عام 1998 أعلن فضة استقالته الكاملة من أي عمل سواء أكان في التعليم او الزراعة واكتفى بتعليم بناته الستة دراسات عليا و زواجهن من زينة شباب البلد, يعيش الان على الراتب التقاعدي الذي يتقاضاه من الاردن والسلطة الفلسطينية.

من تلك الغرفة المجاورة يأتيك صوت ماجدة ابنته الكبرى ربما هي ايضا ذاكرتها القديمة مرتبطة بذاكرة والدها تقول" عندما ترك والدي التربية والتعليم كنا سعداء وشعرنا بالأمان اكثر لأننا عانينا نفسيا من تلك الاتهامات التي كانت توجه لنا كلما نحصل على علامات عالية في المدرسة نسمع العبارة ذاتها " لان والدهن مدير التربية والتعليم ".

تواصل حديثها وهي تنظر الى والدها بنظرات حب وامتنان وتقول" كنا ننتظر العطلة الصيفية بفارغ الصبر، كل يوم نقف على نافذة الغرفة وننتظر والدي حتى نستلم منه الكتب والجرائد نضعها ع الارض ونبدأ بقراءتها, خلال اليوم نقرأ 3 جرائد مختلفة وخلال الاسبوع نقرأ ما يقارب المائة كتاب، حيث كانت قراءاتنا على مستوى عالي مثل كتب مصطفى محمود وغيره".

ماجدة هي ابنته الكبرى التي بقيت بجواره منذ نعومة اظافرها تخرجت من موسكو من كلية الصيدلة وعادت الى والديها, ناشطة اجتماعية وعضو مجلس بلدي سابقا سجنت في سجون الاحتلال مرتين الاولى 6 اشهر و الثانية سنة ونصف.

الساعة تجاوزت الخامسة عصرا ينادي زوجته ليقول لها I am hungry" ", تناول طعام الغداء وأشعل تلفازه على احدى مسلسلات ممثله المفضل عادل امام ليرسم ضحكة على وجهه المجعد مع رجة فنجان قهوة بين يديه وتفاؤل جديد بغد أجمل هذا هو الرجل الذي يستحق ان يروي التاريخ قصته.

اعداد : علا موقدي , اسراء بوزية 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد