فسحة للرأي

سيمدار تنفث سمومها

عمر حلمي الغول |
سيمدار تنفث سمومها

كتب - عمر حلمي الغول:  من التجربة المعيشة يمكن تثبيت بعض الحقائق، منها: أن جماعات اليمين الاسرائيلي، غير انهم اعداء لخيار السلام من حيث المبدأ، ومسكونين بالاستيطان الاستعماري والسعي لتصفية القضية الفلسطينية، إلا انهم على صعيد آخر وانسجاما مع ما تقدم، فهم اولا لا يحبون سماع خطاب سياسي عقلاني من الفلسطينيين خاصة والعرب عامة واصدقائهم؛ ثانيا يرفضون ويخشون الكشف عن عوراتهم، وإماطة اللثام عن جرائمهم وسياساتهم وفتاواهم العنصرية؛ ثالثا إدارة الظهر للحقائق، وعدم الالتزام بالقانون والمواثيق والاعراف الدولية، والتعامل بعقلية المارق والبلطجي في المنطقة والعالم...إلخ.


وتماشيا مع عقلية المستعمر العنصري، الذي يرفض سماع الصوت الفلسطيني الصادح بالحق والمتمسك بالسلام، نشرت يوم الاثنين الماضي الصحفية الاسرائيلية سيمدار بيري مقالة في صحيفة "يديعوت احرونوت" نفثت به سمومها وقبحها العنصري، ورددت بكلمات اخرى موقف رئيس الوزراء، نتنياهو، عندما حاولت الاصطياد بالماء العكر بشأن، ما ورد من التباس ثانوي في خطاب الرئيس محمود عباس عن فتوى احد الحاخامات بـ"تسميم مياه الشرب الفلسطينية"، والذي لا يلغي وحشية ودموية فتاوى حاخامات "دواعش اليهودية"، ونسيت الاستعمارية سيمدار تلك الفتاوى الداعية لقتل الاغيار وتسميم حياة الفلسطينيين وطردهم من بيوتهم او سرقتها على الملأ وامام العالم كله دون ان يرف رمش اي إسرائيلي. ولا يحتاج المرء ان يعيد لأذهان الصحفية الصهيونية عشرات المجازر من زمن "الهجاناة" نواة جيش الموت الاسرائيلي و"شتيرن" و"ليحي" وصولا لـ"شباب التلال" و"تدفيع الثمن" و"لهباه" وما بينها من مسميات. فضلا عن حروب واجتياحات الجيش الاستعماري على محافظات الوطن الفلسطيني عموما خاصة قطاع غزة ومدينة ومخيم جنين وإعادة احتلال الضفة في مطلع نيسان 2002، التي قتل فيها آلاف الفلسطينيين من الاطفال والنساء والشيوخ والابرياء وتدمير عشرات الاف من المنازل والمؤسسات التربوية والصحية والاممية عن سابق تصميم وإصرار.

بيري العنصرية ضاقت ذرعا بدفاع الرئيس ابو مازن عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتخشى أسوة بكل قادة إسرائيل حتى سماع صوته، لانه صوت الحق والعدالة. من المؤكد، ان بيري، هي وقيادتها الفاشية، الذين فقدوا اعصابهم نتاج تمسك الرئيس عباس بخيار السلام، ودعمه وتبنيه لاي جهد دولي يدفع لبلوغ حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وبقاء صوته عاليا في المنابر والمحافل العربية والاقليمية والاممية كافة، ليواصل فضح وتعرية وجه إسرائيل، كدولة مارقة وخارجة على القانون امام العالم اجمع بما في ذلك في الاوساط الاميركية وقبلها الاوروبية والروسية والامم المتحدة. وبالتالي قلب الحقائق لن يجدي سيمدار نفعا، ولا يفيدها بشيء، لأن العالم، الذي اجتمع في الثالث من حزيران الحالي في مؤتمر باريس لدفع عملية السلام، ورفضته حكومة الائتلاف اليميني المتطرف الاسرائيلية جملة وتفصيلا، اكد بشكل مباشر ان مواصلة الاستيطان الاستعماري في اراضي الدولة الفلسطينية المحتلة عام 1967، هو السبب الرئيسي، الذي عطل ويعطل خيار السلام، وهو ما يعني غياب وانتفاء وجود شريك إسرائيلي لبناء صرح التسوية السياسية.

فضلا عن ذلك، رئيس الشعب الفلسطيني يستمد شرعيته من الآتي: اولا هو الرئيس المنتخب من قبل الشعب؛ ثانيا كونه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والذي جدد له المجلس المركزي شرعيته، رغم شرعيته المستمدة من الشعب؛ ثالثا كونه المنادي بشكل دائم لاجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، واعلانه دون مواربة او غموض، بالاستعداد الفوري لترك موقعه فور إجراء الانتخابات، سيبقى الرئيس محمود عباس غصة وشوكة في حلقك وحلق قيادتك الفاشية، ومن انتهى زمنه وولى، هو الاحتلال الاسرائيلي، الذي يجب ان يغرب مرة والى الابد.

oalghoul@gmail.com

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد