فسحة للرأي

ما زلنا في مرحلة تحرر وطني فلا تبحثوا عن الحل

سامر عنبتاوي |
ما زلنا في مرحلة تحرر وطني فلا تبحثوا عن الحل

 كتب - سامر عنبتاوي:  بدل ان تعزل دولة الاحتلال بسبب عنصريتها و مخططاتها و مخالفاتها للقانون الدولي و كل الشرائع نجد ان هناك اختراقات على الصعد الدولية و الاسلامية والعربية ..وجسر المرور لكسر العزل و فتح شهية التطبيع اعمدته سياسات الجهات الرسمية فلسطينيا و عربيا و اسلاميا .

تطبيع و اتفاقات شملت الجيش و السلاح و الاقتصاد و تعزيز السياحة بين الاحتلال و تركيا ,,لقد غادر اوردوغان دافوس محتجا لكنه وعد بيرس بالعودة فصفقنا له عندما غادر و صفقنا له عندما عاد و لم تتعب ايدينا عندما صفقنا لكلمة عتاب من زعيم عربي او اسلامي للاحتلال و بررنا او دافعنا عن التطبيع بعد ذلك لانه يخدم القضية !! صفقنا لانهيار الجيوش العربية اعتقادا بان رياح التغيير تهب على المنطقة و ما كانت سوى عواصف كارثية لا تبقي و لا تذر .
استبدلنا الاعداء,,, و دولة الاحتلال ليس فقط انها لم تعد في مقدمة الاخطار او التناقض على القائمة بل يشك انها على القائمة اصلا .
زيارة نتنياهو لافريقيا كسرت حواجز و شارك في افتتاح سد النهضة في اثيوبيا ,,زيارة هرول على اثرها وزير خارجية مصر في زيارة عنوانها القضية الفلسطينية و مضمونها البحث عن هبوط آمن في ملف العلاقات بدل العمل على احباط المساعي ,,زيارة حملت بذور التطبيع و الثمن عودة للمفاوضات ثنائية بمقاس دولة الاحتلال .
ذهب تركي الفيصل الى باريس ليدعم المعارضة الايرانية وجزء كبير منها ( يساري وحتى ماركسي كحزب تودا الشيوعي الايراني ) و السبب ليس الحريات و لا الخلاف العقائدي انه خلاف سياسي و تجسيد العداوة و استدراج لصب الزيت على الصراع الذي ظاهره طائفي و مضمونه سياسي مصلحي بامتياز ...و استبدل العداء مرة اخرى فايران عدو العرب و المسلمين السنة ,, و دولة الاحتلال لم تذكر و لو بكلمة واحدة .
في ظل هذا كله و في ظل دمار العراق و سوريا و تهديد لبنان ,, و في ظل الحرب في ليبيا و الحرب على اليمن و في ظل استدعاء الاحتراب الطائفي الذي يبلغ من العمر الف و اربعمائة عام ,,, و في ظل الانقسام الفلسطيني الذي اصبح في طعامنا و شرابنا و في كل حياتنا ,,,في ظل تراجع القوى العربية و فقدان البوصلة ,,, و في ظل محاولات اعادة تقسيم المنطقة اثنيا و طائفيا ,,,في ظل ذلك كله تظهر المبادرات و المحاولات للعودة لطاولة المفاوضات لحل القضية الفلسطينية ,,,بربكم اي سلام سينتج عن مفاوضات ضمن هذه الاجواء سوى الاستسلام بالكامل للارادة الاسرائيلية ,,, و الاثمان واضحة في حقوق اللاجئين و تهويد القدس و عزل غزة و استمرار الاستيطان و سياسة العزل الكانتوني لما تبقى .
مؤتمر مدريد جاء بعد الحرب على العراق و رغم ذلك فقد كان الوضع العربي اقل سوءا و الوضع الفلسطيني اكثر تماسكا و الوضع الاسلامي بدون حروب طائفية و مع ذلك انتج اتفاقتي اوسلوا و باريس اللتين لا زلنا ندفع ثمنهما حتى اللحظة ,,, فما الذي سيحصل لو عدنا نفاوض و نحن في هذا الوضع .
يا من تتباكون على الوضع الفلسطيني هذا ليس وقت حل القضية فلا زلنا شعب تحت الاحتلال يقاوم للخلاص لا زلنا في مرحلة التحرر الوطني و ان اختلفت دعائمها و مكوناتها ,,و لا زلنا صامدين و مرابطين حتى نيل الحقوق و اي محاولة لفرض الحلول ستكون بمثابة الانتحار الجماعي و التسليم و الاستسلام .

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد