فسحة للرأي

الفلتان ونابلس ضدان

عمر حلمي الغول |
الفلتان ونابلس ضدان

كتب - عمر حلمي الغول:  الفلتان والفوضى والعربدة واللصوصية والتكفير والانقلاب على الشرعية والعمالة لاسرائيل وجوه لعملة واحدة، عنوانها تخريب الوطن والمشروع السياسي. واللص الصغير، الذي يفتري على المواطنين هنا او هناك في مدن وقرى وخرب الوطن من حيث يدري او لا يدري، هو شريك في عملية الهدم، وحليف لاسرائيل الاستعمارية وشريك لقيادة الانقلاب الحمساوية. لأن المآل النهائي لضرب السلم الاهلي وتهديد النظام السياسي التعددي عبر بوابات الفتان الأمني، وفوضى السلاح، وفرض الخاوات المافيوية على التجار واصحاب رؤوس المال الوطني، الاعتداء على املاك ومصالح وبنات المواطنين، ونشر المخدرات بكل مسمياتها وألوانها في اوساط الاجيال الجديدة من الجنسين، والتغطية على كل اولئك من قبل الحواضن من المرتزقة والمأجورين وانصار التكفير، يصب في قناة مصالح إسرائيل الاستراتيجية وليس التكتيكية فقط.


كل ما تقدم ذكره من عناوين لأمراض خبيثة منتشرة في اوساط الشعب، تحتاج الى علاج جذري لحماية النسيج الوطني والاجتماعي وبالتالي القضية والاهداف الوطنية. لكن العلاج لكل ظاهرة من الظواهر الخطرة اساليب وطرق متعددة وحسب مدى استفحال هذا الوباء في هذا الشخص او ذاك، في هذه المؤسسة الرسمية او الاهلية او تلك، في هذه المدينة او تلك القرية. على جهات الاختصاص البحث الجدي والمسؤول عن اسباب وجذور كل ظاهرة، ومدى ترسخها في هذه المدينة او تلك، ونقاط قوتها وضعفها، وحواضنها السياسية والامنية والاقتصادية والحزبية والدينية والاسرائيلية، وما هي افضل وانجع الطرق لمعالجتها والتصدي لها، والاداة الاقدر من قبل المؤسسة الرسمية والاهلية على التعاطي معها للحد منها كمقدمة لتصفيتها. لان الظواهر والامراض الخطرة المشار لها اعلاه ليست واحدة، وان كانت تخدم اهدافا محددة، وتصب في مستنقع التدمير الذاتي. وبالتالي العلاج لهذا المرض او ذلك الوباء لا يتمثل دائما في شكل واحد من الدواء، بتعبير آخر هناك امراض تحتاج الى تعميق الوعي في صفوف الشباب من الجنسين لمواجهة التحديات المفروضة عليهم او التي سقطوا في متاهتها بسبب عوامل ذاتية وموضوعية، وبعضها يحتاج الى اعتقال الحواضن الحاملة والداعمة لها، وبعضها الفصل من العمل وترقين القيود والملاحقة القانونية، والبعض الاخر يستدعي تغيير تركيبة عمل المؤسسة في هذه المدينة او تلك، ونزع عناصر التخريب من بين صفوفها، وقد تضطر الجهات القيادية لاحداث تغيير على مستوى الهيئات القيادية الصامتة او المتضامنة ضمنا لحسابات شخصانية صغيرة مع هذا العابث او ذلك الفوضوي واللص.

نابلس والقدس وجنين والخليل وطولكرم وغزة وخان يونس ورفح وكل المدن الفلسطينية لا تقبل القسمة على الظواهر الجبانة والخطيرة. وهي في حالة تضاد معها، وتعاني منها ومن نتائجها، وتكفر بها وبمن يدعمها او يصمت عليها او من يتهاون في التعاطي معها، ويقف منتظرا في صفوف العامة من الشعب لعل الله يُّنزل ملائكته ليطهر البلاد منها. الشعب في كل بقعة من ارض الوطن في صف الشرعية ومعها والى جانبها لتتصدى بهمة وشجاعة لكل مظاهر الفوضى والفلتان. ولا تخضع عمليات المواجهة معها لحسابات سطحية او شخصية، بل وفق خطة واحدة، واداة بعينها للمعالجة، وآليات محددة وامكنيات كاملة لمواجهة تلك الظواهر الاجرامية، التي مست بهيبة ومكانة السلطة ووحدة الشعب ومصالح العباد. 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد