فسحة للرأي

بين الفلتان والعويل .. !

عبد السلام عواد |
بين الفلتان والعويل .. !

 كتب - عبد السلام عواد *:  كلنا يطمح الى ان نصل الى قمة الامن بحيث يصبح الجميع امنا على نفسه وماله ولا يمكن لاحد ان يستفيد من حالة الفلتان الا الاحتلال وأعوانه .

ما جرى ولا زال في مدينة نابلس فاجعة احزنت الجميع وهو لا شك امر مرفوض ومدان ولا يقبل به اي عاقل او وطني لان اي قطرة دم تراق من ابناء شعبنا هي خسارة لنا جميعا وامام هذا الحدث الكبير الذي حدث تعالت اصواتنا جميعا بالشجب والرفض والادانة لان هذا الفعل كان خطيرا وصعبا للغاية ..
بعد كل ذلك وحقيقة فان الشجب والحزن والتعليق لا يحل المشكلة لان مشكلة الفلتان مشكلة متجددة فالاصل بنا ان نقف على اسبابها ونحاول جميعا استئصالها من جذورها لان التقليم يزيد الشجرة نموا وعزا اما القلع والاستئصال فهو ما يحل المشكلة من اصولها ولا يبقي لها اي اثر 
وامام هذا الحدث وامام ظاهرة الفلتان الامني لا بد لي من التركيز على الحقائق والملاحظات التالية التي باعتقادي هي اساس البلاء واساس الفلتان الامني : 
1. قضية التعاطي مع الفصائل الفلسطينية بطريقة تقلل من دورها او تحاول اضعافها امر جعل الكثير ممن لهم اهداف ومآرب يستغلون ذلك ولذلك وجب اعادة النظر في الدور الكبير لهذه الفصائل في خدمة القضايا الوطنية اليومية .
2. ظاهرة انتشار السلاح وبشكل لافت بايدي غير امينة وبدعم من بعض المتنفذين او غيرهم واطلاق النار في الاعراس والمناسبات المختلفة والشوارع العامة ولاتفه الاسباب.
3. طريقة تعامل الاجهزة الامنية وخاصة الشرطة مع الاشكاليات التي تحدث هنا وهناك بحيث يتم التهاون والتراخي وعدم الاهتمام بالشكل المطلوب مع شكاوي المواطنين .
4. تعامل الحكومة والأجهزة مع المواطنين على مبدأ المعرفة والعلاقات (محمد يرث واحمد لا يرث ).
5. ظاهرة الواسطة المتفشية في مجتمعنا بحيث ان حصل اشكال وتم حبس المتهمين سرعان ما يطلق سراحهم بواسطة من هنا او هناك .
6. هناك اناس وشخصيات فوق القانون لا ينطبق عليهم تحت حجج كثيرة لا تخفى على احد . 
7. وجوب تركيز الاجهزة الامنية على ملاحقة ومتابعة بيوت الفساد والدعارة ومروجي المخدرات والتجار الفاسدين ومن يقف خلفهم وغيرها الكثير فالاصل متابعة وملاحقة هؤلاء بدل الانشغال ببعض القضايا التي لا تخدم شعبنا . 
البكاء والعويل لا يحل المشكلة بل لا بد من تعزيز مبدأ الشراكة الحقيقية مع كل الوان الطيف الفلسطيني وضرورة تكاتف الجهود لاستئصال هذه الظاهرة والوقوف في وجه المفسدين ومن يعبثون بمستقبل الوطن وامن المواطن الفلسطيني .
باعتقادي ان عدم متابعة اي ملف لاي فاسد يعتبر قمة في الفلتان الامني .
واذا ما وقفنا بشكل جدي امام كل هذه الظواهر فاننا غدا لا قدر الله سنصحو على مصيبة بل مصائب جديدة ..
وربنا يحفظ شعبنا .
 
* اعلامي فلسطيني/ شبكة اخباريات
 

 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد