اسرار وخفايا

قائد اسرائيلي يعترف: القسام أحبطت محاولة تسلل أشرفت علىها اتجاه سواحل غزة

|
قائد اسرائيلي يعترف: القسام أحبطت محاولة تسلل أشرفت علىها اتجاه سواحل غزة

 القدش المحتلة: اعترف قائد سلاح البحرية التابع لجيش لاحتلال الإسرائيلي، الجنرال رام روتنبرغ، بإفشال كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس محاولة تسلل كان سينفذها عناصر من الكوماندوز في جيش الاحتلال تجاه سواحل شمال قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة صيف 2014.

 وأورد قائد البحريّة الإسرائيليّ، خلال مقابلة خاصة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة مع اقتراب موعد انتهاء منصبه، السبت، أنّ وحدة الكوماندوز الخاصة بكتائب القسام أفشلت الخطة المعدة لتنفيذ عمليات خاصة في غزة، باتجاه منطقة السودانية شمال مدينة غزة وقتئذِ.
وأوضح روتنبرغ أنّه كان يشرف شخصيًا من القاعدة البحرية في ميناء أسدود على العملية التي فشلت، حيث شارك فيها ضباطًا وقائد وحدة “شايطت 13″ البحرية، وهي وحدة الكوماندوز البحريّ النخبويّة في الجيش الإسرائيليّ.

ونوه قائد البحريّة الإسرائيليّ إلى أنّ هكذا عمليات كبيرة تتم تحت إشراف القيادة، حتى يمكن سيطرة القوات على الأرض، وخلال توجيه النار يتم التنسيق بين القوات أثناء التقدم، بينما نسقت أجهزة المخابرات أثناء تحرك القوات، وساق قائلاً: كان عرضًا جيّدًا بأنني اطلعت على الأهداف المخطط لها وتحقيق ذلك، لكن تفاجئنا بكمين مسبق لكتائب القسام الذي واجه العملية بإطلاق كثير وكثيف للنيران صوب الوحدات المتقدمة، على حدّ تعبيره. وبحسب قائد البحرية، أصيب 4 من وحدة الكوماندوز الإسرائيلية، وانسحبت من المكان بعد نحو نصف ساعة من بدء الاشتباك حيث فشلت العملية.

علاوة على ذلك، أوضح في حديثه للصحيفة الإسرائيليّة، أنّ مقاتلات الاحتلال الحربية وطائرات ‘الأباتشي’ والزوارق الحربية شاركت في الاشتباك حيث استهدفت منطقة الاشتباك التي كانت تعتقد وجود مقاتلي القسام بها. وأطلقت مقاتلات وطائرات وزوارق الاحتلال عشرات الصواريخ والقذائف تجاه المنطقة التي تعتبر قريبة من منطقة السياج الحدودي بين قطاع غزة والكيان الإسرائيلي.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 4 من جنود الكوماندوز البحري على ساحل بحر غزة بعد اشتباكهم مع مسلحين فلسطينيين، دون أنْ يُفصح عن التفاصيل بسبب الرقابة العسكريّة. وقال جيش الاحتلال إنّ وحدة ‘الكوماندوز′ حاولت ضرب منصات الصواريخ التي أطلقت منها الرشقات على مدينة تل أبيب الساعة التاسعة مساء أحد الأيّام، خلال العدوان الذي استمرّ 51 يومًا.

ويُشار في هذا السياق إلى أنّ العملية المذكورة أتت بعد أيام قليلة من تمكن 4 من وحدة الكوماندوز البحري بكتائب القسام ولأول مرة من اقتحام موقع عسكري لبحرية الاحتلال غرب موقع “زيكيم” العسكري داخل الدولة العبريّة وخوض اشتباك مع جنود الاحتلال. وفي أول اعتراف إسرائيلي، ذكرت صفحة “أخبار الجنوب” في تلك الفترة أنّ حدثًا أمنيًا وقع قطاع غزة وأنّ الرقابة العسكرية الإسرائيلية تمنع النشر حاليًا، على حدّ تعبيرها.

ويبدو أنّ أكثر ما يُرعب الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، هو ليس فقط الأنفاق الهجوميّة التي تقوم حماس بحفرها، بل القوّة البحريّة التي شكّلتها الحركة، وتقوم بتدريبها بشكلٍ مكثفٍ، كما قالت المصادر الإسرائيليّة لصحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة.

في السياق عينه، أوضح المُحلل أساف جبور للصحيفة العبريّة أنّ “عملية زيكيم الجريئة” التي في إطارها قامت وحدة من الكوماندوس البحري في “حماس″ بالسباحة من شواطئ غزة وصولاً إلى شاطئ عسقلان بهدف التسلل إلى كيبوتس في غلاف غزة، جرى القضاء عليها في مهدها بعد اكتشاف الجيش الإسرائيليّ أفراد المجموعة فور خروجهم من البحر، والقضاء عليهم على الفور، لكنّ الأسطورة ما تزال حية.

وتابع: لقد حولّت وحدة الأفلام في حركة حماس أعضاء الذراع العسكرية، إلى أبطال حقيقيين، تحولت فيديوهات الغارة البحرية التي نشرها المتحدث بلسان الجيش الإسرائيليّ، إلى أفلام دعائية لحماس، وأعدت بإتقان أفلام عن التدريبات اليومية التي قام بها أعضاء الحركة استعدادًا لتنفيذ تلك المهمة. وشدّدّ على أنّه في هذه التدريبات يمكن أنْ نرى النشطاء مع معدات غطس حديثة يغطسون في العتمة ويقومون بإطلاق النار من رشاشات كلاشنيكوف من البحر والبر.

وتحولت هذه الأفلام إلى أشرطة لتجنيد شباب متحمسين إضافيين في وحدة الكوماندوس البحري الآخذة في التوسع، والتي، لأسباب سرية مفهومة، لا ينشر عدد أعضائها ولا الرتبة العسكرية الخاصّة بالقيادة. وقال أيضًا إنّ بدلات الغطس التي هُربت إلى القطاع خبئت داخل شحنة بريئة ظاهريًا من المعدات والألبسة الرياضية المستوردة من الخارج إلى مناطق السلطة الفلسطينية، ومن هناك أرسلت إلى قطاع غزّة.

وكان سلاح البحرية الإسرائيليّ أجرى أخيرًا مناورة ضخمة للتدرّب على مواجهة عمليات تسلّل تنفذها حركة “حماس″ إلى حقول الغاز الإسرائيلية والسيطرة عليها. وبحسب الصحيفة، المناورة حاكت هجومًا ينفذه عناصر من “الكوماندوس البحري” في “كتائب عز الدين القسام”، على أحد حقول الغاز والسيطرة عليه، والهيمنة على المنظومة التقنية التي تتحكم باستخراج الغاز في الحقل.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ السيناريو الذي يثير الفزعَ لدى القيادة الإسرائيلية، يتمثّل في تمكّن عناصر “كوماندوس حماس″ البحري من الوصول إلى الحقل عبر قوارب صيد أوْ من خلال وسائل الغوص ومن ثم السيطرة عليه، وأسر كل العاملين في الحقل، والتعاطي معهم كرهائن.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد