فسحة للرأي

انا والتسعينات

ليالي عرفات ابو زعرور |
 انا والتسعينات

كتبت - ليالي عرفات ابو زعرور

على نافذتي الصغيرة الى العالم الخارجي , التي سموها تلفاز

كان تلفاز متواضع وبرامجه قليلة وافلامه غالبا ماتكون تعود الي الاربعينات
كنت ارى العالم كما اروني اياه
كله حب ولا مكان فيه للاشرار ودائما ما كانت تنتهي القصص بالنهايات السعيدة 
هكذا رأيت العالم وانا طفلة في بدايات التسعينات
كنت احلم ان اكبر داخل ذاك العالم الذي كانت تتحقق فيه الاحلام 
ويصبح الفقراء بنهاية القصة اغنياء والايتام يعشون بسعادة مع من يحبون 
والظالم ينال عقاب شديد 
والكل يتحد في وجه الشر 
والكل بالنهاية يعيش مع من يحب 
والسلام والامن يعم الامة 
لم أكن اعلم انه في ذاك الوقت الذي صورت فيه هذه القصص واللحظات
كانت تشتعل الحروب في العالم ولا ندري 
لا نملك الا هذه القصص التي اشبعنا بها تلفازنا 
الذي لم نعرف غيره باب للعالم الخارجي 
فإذا بنا شباب في سنوات الألفينات 
لا صدق ولاحب ولا سلام ولا أمن وليس الا خوف ودمار 
ولا قصة تنتهي بفرحة والظالم يعيش والمظلوم يموت 
والنهايات تعيسه ولا احد يأخذ مايريد 
وليس الا اخبار سيئة وعالم بشع واطفالنا لا نعلم مصيرهم 
ونحن لا نملك الا قلوبنا الضعيفة الني نقشتها افلام الابيض والاسود 
التي جعلت منا مزيفين لا نتناسب مع الواقع 
ونعيش على امل أن يتحقق الحلم 
ولم يكن موجود بالماضي ليوجد بالحاضر 
ففي الماضي اخفوا عنا الحقيقة وراء الستار المسرحي الذي يتغطى به العالم الخارجي 
وفي الحاضر 
ننصدم بالواقع وبالعالم من حولنا 
ماذا جرى
ما بال الناس اظهرت مخالبها 
والسؤال الذي مازال يراودني 
هل نحن وحوش ام بشر 
ام في ليلة غضب من الله نزلت علينا اللعنة فأصبحنا نأكل لحوم البشر؟؟؟؟

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد