كتبت - سناء زكارنة: قد تتعاظم الاقدار وتسبح في ملكوت الذكريات تبحث عن زمن ندر به الوفاء ...ويحجب الخبث في احشائهم شمس الكبرياء وروابط الدم والاجساد...وتنهش ذئاب اللعنة من افكارهم خطط للشيطان, ومكر ودهاء للاقران..عجبي على زمان اصبح الوفاء عملة تطوف الارض ولاتدري اي الاسواق تبتاع منها ... ولا ادري اي الاعمدة تستند عليها, ولاتميل بك ميل الاخلاء في ربيع العمر بفقدان الامهات ...تحلم بإنك تائه في تلك المدينة الفاضلة ...وتنظر بالقيم وتتعالى بمبادئ طالما تحايلت على استمالتها ...حين تنزفا دما في شرايين العشق وفاء .ونكتب حتى تفيض الحروف الما; معلنة الاكتفاء من مداد الحزن ...وتخيم علينا غيمة السواد والظلم وتطالب بالتبرير والتوفيق بين مايقال وبين شخصك وجزء من كبريائك تائه في روح متطلعة ,حالمة ,وذرات عشق للوطن وضعف استتر منذ القدم ...والسنة تصوغ منك الما نفسيا ;ترغمك وتعلن انك من داخلك عقل باطني متعب ومجهد ,ويعلن للملا انهم ممن يخطون خطابات المبادئ ويسترسلون في لسان يقطر من شذى المكر سما لايزول...وتحاك خطط اصيغت في عتمة الليل عند ذئاب خابت غريزتها ,ورفضت عند تراب الارض شرفا ... وياويلي حين ينظرون من يبعدون سفرا وفي بحار الارض غرباء بشرف غريب !! وهم بين شرف كان يدوسونه باقرب الناس لهم منذ عهد مضى, ويقربون من سماعات الوطن ليسقطو هناك من بيتك بطلا ...ولكن يحاطون بحائط وطني لا يرغمه شيء عن احتضان تراب الارض عشقا ... وتعلن السماء ثورتها وبين غيمات حملت من مطر ذات طبيعة رحيمة وبين عاصفة وهبت نفسها لترغم غيرها عن التخلي, وتخطف زمان آخر ليس لهم اهلا به وسهلا ...في غمرات تلك المعارك ...تخط الاقدار رحيلا من نوع آخر ...وآخر العهد يعلن فيها الوصية الاخيرة, تشتهي الارواح وداعا وتصاغ حروف البعد والفراق بتفعيلة جديدة, وتنشد موسيقى مونمار لحنا غير بعيد عما عزفته من قبل ِ...وحين تشق الوصايا تتآلف الارواح وتنشد لحنا حزينا وتعلن التبني لجيل جديد ...تصاغ الحكاية وتنتهي رواية بطريقتها; لانها تستحق ذلك الوداع ...ومن وسيلة سفرها تنشد معيلا لابنائها...احتضني يا دنيا روحا عشقنا تفاصيلها ... وعشقنا كل مايحيط منها من قريب او بعيد واقتربي من اكباد طالما عايشنا الكون لاجلهم, والتئمي من حزنهم واغرقي في وداع لايكرر في لحظاته الاخيرة ...فتعلن خيول الارض صهيلا وروحا لا تعود, وتشق مسيرة الاقدام صمتا لايجول...وتقترب زبدة الجسد من تراب ضم احبابا نلتقي بهم عما قريب ...وعجبي لدنيا لاتعرف معنى الرحيل ...ليتك ترحلين ونبقى نحن مع من نريد
