اخباريات فلسطينية

صحفي اسرائيلي يتحدث عن "ملك غزة الجديد"

|
صحفي اسرائيلي يتحدث عن "ملك غزة الجديد"

كتبت اليور ليفي -  مع الانتخابات المقبلة لقيادة حماس في كانون اول القادم، ومع اعلان خالد مشعل الرسمي بالتنحي عن قيادة حماس، بدأ التصارع الداخلي والمناورة بين المرشحين من سيكون ملك غزة.

وليد شعث، هو الوليد الذي اكمل تعداد غزة الى مليونين الاسبوع الماضي، وليد هو من مدينة رفح، المكان الذي يولد فيه طفل كل عشر دقائق، ووليد هو الذي يعزز مكانة غزة كأكثر بلد كثافة سكانية في العالم.

بيت اسماعيل هنية

بيت اسماعيل هنية بعد نسفه من قوات الاحتلال


الى جانب الاكتظاظ السكاني، هناك فرصة بنسبة 50% ان تكون عاطلا عن العمل، وان لا يكون لديك كهرباء لثلثي اليوم، هذا اذا كان لديك بيت، تستحم بصعوبة بمياه مالحة، والخروج من غزة هو مجرد حلم فقط، واذا كنت غزاويا بمشكلة، فأنت لا تستطيع التوجه للسلطة لحلها- يجب ان تتوجه الى حماس.

تهتم حماس كثيراً لحاجات الناس في غزة، خوفا من انتفاضهم عليها، وحتى الان لا يوجد في القطاع من يضحي  ويقدح شرارة احتجاج، هذا لا يعني ان ذلك لن يحدث.

من جهة اخرى  فان حماس هي الامة، فلا زال اسماعيل هنية بكل ملايين الدولارات التي يتصرف بها، يعيش في مخيم الشاطيء، وهو شخصية عامة غير منفصلة عن الناخبين، اذا قورن ذلك بفترة كانت السلطة فيها تسيطر على غزة. فقد كانوا يتجولون في القطاع المفقر بأساطيل سيارات المرسيدس.

هناك سبب لاستثمار حماس الكبير في رياض الاطفال التي تعلمهم عظمة الشهادة، وعقد الورشات المطولة لجنود الاحتياط، وتجنيد الشباب، ليس الامر متعلقا بالنقص في القوى البشرية او المتطوعين – لكن بسبب فهم حماس انها يجب ان تنغرس في المجتمع الفلسطيني.
 

انقطاع الدعم من ايران ومصر
تبدأ عملية الانتخابات الداخلية في حماس في كانون ثاني القادم وتنتهي خلال ستة شهور، اكثر

صورة ارشيفية تجمع الزعيم الايراني خامنئي وخالد مشعل

المراحل فيها اهمية هي تلك المتعلقة بانتخاب القيادة، وبمن سيكون قائد هذه الحركة (الارهابية) وفق قول الكاتب، اعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس انه لن يرشح نفسه للانتخابات القيادية القادمة.  لكن يجب ان لا يظن احد ان مشعل سيجلس في بيته دون عمل ومتكئاً على مجده القديم. فهو الان لا زال في ستينيات عمره، وبعد عقدين  من قيادته لحماس يتطلع مشعل الى لعب دور اكبر. يمكن ان يكون احد قادة جماعة الاخوان المسلمين المنظمة العالمية التي تعتبر حماس نفسها جزءا منها. او انه ربما ينافس ليكون الرئيس الفلسطيني اذا ما جرت انتخابات لذلك.

ان حماس اليوم هي غير حماس قبل عقد مضى، فبعد كل الاضطرابات في الشرق الاوسط، لا توجد لحماس اليوم اي ظهير، فقد لعبت حماس سابقا معتمدة على تأييد ايران الشيعية، وعلى دعم الاخوان السنة. ولذا كان على مشعل ان يختار بين الطرفين نتيجة ل" الربيع العربي"، واختار مشعل ان يقف الى جانب السنة.

لقد توقفت ايران عن الدعم السياسي لحماس، ولا زالت تنتظر مشعل ان يأتي الى طهران كي يعتذر.
لا دولة سنية رحبت بحماس فاتحة ذراعيها، السعودية لم تنس علاقات حماس الوثيقة بايران – عدو السعودية الرئيس- ولذا لم تفتح ابوابها لحماس.

حاولت حماس ان تستعطف المصريين، لكن الحكومة المصرية لكن الحكومة المصرية لم تكن بذاك التعاطف مع قوة قاعدتها في غزة، وقامت الحكومة المصرية باغراق الانفاق التي استخدمت في التهريب كما اغلقت معبر رفح اغلب الاوقات، الى جانب تملق الحكومة المصرية لتخفيف حالة الدمار

حماس حاولت استعطاف المصريين

التي اصابت الحركة، حاولت حماس المحافظة على علاقة جيدة مع داعش في سيناء. وذلك للحفاظ على ما تبقى من انفاق في سيناء عاملة ، كما كان على حماس الاخذ بعين الاعتبار العلاقات العائلية المباشرة بين عشائر غزة وعشائر سيناء التي تؤيد المتطرفين. فمثلا يمتلك قائد فرقة حماس في رفح محمد الشعباني جمعا كبيرا من عائلته يعيشون في سيناء، وفق ما قالته الكاتبة.

حاليا يوجد دولتين في العالم تدعمان حماس، تركيا التي تدعم بالكلام لا الفعل وقطر التي تحولت الى اكبر ممول للحركة، سواء في اعادة اعمار غزة  او العمل العسكري.

يفهم مشعل ان عدم الاستقرار الاقليمي قد كلف حماس اثمانا باهظة، فقد اختارت الحركة منطلقاتها الايدولوجية على مصلحتها السياسية.  والمثال على ذلك حينما قررت حماس ادارة ظهرها للأسد ونظامه مع بداية الحرب السورية. فقد غادرت قيادة حماس دمشق  وتفرقت بين دول العالم العربي. وفوق ذلك انتهت اتصالات حماس بحزب الله على الاقل في بداية الحرب.

مع ذلك فان مشعل لا يرى اي شخص من القوة ليتسنم الرئاسة الفلسطينية في الضفة بعد عباس، وهو يعرف ان لديه امكانية حقيقية ان يكون رئيسا اذا ما جرت انتخابات لذلك.

بهذا تحتاج حماس لموطيء قدم في الضفة ، ولاجل ان تفعل ذلك، فقد اسست حماس عديد الهيئات الخيرية والاجتماعية في مختلف المدن الفلسطينية في الضفة. لقد استثمرت حماس بعشرات ملايين الدولارات في بناء هذه الجمعيات ليس فقط في الضفة بل في القدس الشرقية.

تجري عملية نقل الاموال عبر رجال اعمال فلسطينيين لديهم تصاريح للعبور من غزة الى الضفة  الى جانب اناس يعبرون الجسر من الاردن الى الضفة، عدا عن وسائل أخرى.

لهذا السبب اصبح مشعل اكثر واقعية واعتدالا، وبهذا يفهم ما قاله في خطاب الاخير في الدوحة  ان حماس تحتاج الى التعاون مع منافستها فتح وليس مهاجمتها، انه يحاول ان يسلم تركة اقل اشتعالا لخليفته.
 

الاستبدال والداعمون
سافر اسماعيل هنية قبل حوالي شهر الى السعودية، سبب الزيارة الرسمي هو اداء فريضة الحج،

مشعل وملك السعودية

لكن في الواقع كان هناك للمساعدة في بناء قاعدة لترشحه في انتخابات حماس القادمة. بعد ان غادر السعودية توجه هنية الى قطر حيث التقى القرضاوي، احد كبار مفتي السنة في العالم واحد الشخصيات المركزية في الاخوان المسلمين. لقد تم تصوير القرضاوي وهو يشد على ساعد هنية بقوة فيما كان مشعل يقف الى جانبه، الصورة التي لاشك انها ستلبس هنية تاج حماس.

يتوقع من رحلات هنية التي لم تنته بعد ان تعطيه نقاطا كثيرة في السباق الى رئاسة حماس، وسيكون نصره علامة كبيرة على ترسيخ حماس في القطاع، لديه الكاريزما، والقدرة على جذب الاتباع بكثرة، وهو يبني نفسه كي يكون الرجل الاقوى في القطاع.

احد الذين ينافسون هنية هو موسى ابو مرزوق، وهو يتمتع بخبرة قوية في العمل مع قيادة الاخوان المسلمين، ومع عدد من الدول العربية خلال عقود مضت.  وهو الوحيد بين قيادة حماس الذي ظل

موسى ابو مرزوق

على علاقة وثيقة بالمخابرات والمؤسسة السياسية المصرية. ويعتقد ابو مرزوق ايضا ان القائد الحمساوي المؤثر يجب ان يعيش خارج غزة ، قد هاجم هنية في هذه القضية.

بغض النظر عن الصورة التي جمعت مشعل وهنية، يبدو انه يفضل ابو مرزوق على هنية ليحل محله، حيث ان وجود قائد حماس خارج غزة سيعطيه وقتا اكثر ليمارس السلطة.

في نهاية الامر يبدو ان مشعل سيعطي دعمه الاخير لقائد الجناح العسكري لحماس محمد ضيف. ان ضيف يريد ان ينخرط في السياسة اكثر.  انه يريد ان يرى عصا السلطة تنتقل الى مقربيه. ان ضيف والمحيطين به هم في الخمسينات من العمر ويودون المشاركة في صنع القرار السياسي.

وزير الدفاع:
جرى الاسبوع الماضي الاحتفال بالذكرى الخامسة لعملية التبادل بشاليط التي اطلق فيها سراح الف

صورة ارشيفية للسنوار يتوسط الزهار وهنية

اسير بينهم يحيى السنوار احد مؤسسي الجناح العسكري لحماس. بعد ان اصبح عضوا في القيادة السياسية قبل اربع سنوات كان يعتقد انه الخليفة الاكثر توقعا لرئاسة حماس، يتمتع السنوار بتأثير كبير في حماس، وهذا التأثير يمكن ان ينمو اكثر اذا انتخب هنية رئيسا لحماس.

يشكل السنوار رأس قطب معارض لمشعل، انه جزء من عائلة مقاتلة (احد اشقائه كان احد مخططي اختطاف شاليط)، انه مكون اساسي من الجهاز العسكري، زاهد، قوي، صلب، وصارم. انه بعيد عن الصحافة  وهو غير معروف للمجتمع الاسرائيلي، لكنه اساسي في حماس.

استطاع السنوار لشق موقعه في حماس والذي لم يكن سابقا، انه ضابط الارتباط بين الجهاز العسكري والسياسي. وكأنه بات وزير دفاع حماس. وبعكس كثير من قادة حماس فان السنوار يرى في نفسه مقابلا لمحمد ضيف على قدم المساواة حيث ان الاثنين انخرطا في العمل العسكري في نفس الفترة. كما انه مساهم في المدرسة الفكرية التي تدافع عن اعادة العلاقات مع ايران.

منذ الافراج عنه شابت علاقة السنوار بمشعل توترات كبيرة ويعود ذلك الى اختلاف وجهتي نظرهما، ولان السنوار لا يخاف من كونه في صراع مع مشعل.
على سبيل المثال، قرر السنوار ضرورة اعدام احد قادة الجهاز العسكري في حماس بتهمة انه نقل معلومات للاسرائيليين حول تحركات ضيف خلال الحرب على غزة ، لقد قرر ذلك دون التشاور مع مشعل.  اذا خرج مشعل من الصورة، واذا كسب هنية الانتخابات، سيكون للسنوار تأثير اكبر في اعادة تشكيل جهاز حماس العسكري، وسيكون له دور في تغيير وجه حماس، وبما يخيف لاعبين اقليميين- بينهم اسرائيل.

ان الاجابة على سؤال ما هو توجه حماس المستقبلي سيكون نهاية هذا العام حيث سيتم انتخاب رئيس جديد لحماس، وقبل ان يتحققوا من طموحاتهم السياسية ، يجب على قيادة حماس ان تلبي حاجات مليوني مواطن الذين بدأوا بالغليان والغضب. يجب ان يضمنوا ان الاطفال امثال وليد شعث لن يشعروا انهم ولدوا ليعيشوا في سجن كبير منسي وفقير.  
 

"عن يديعوت أحرنوت، ترجمة جبريل محمد"

 

 

 

 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد