فسحة للرأي

إن لم تكن فتح للوطن فلا خير فيكم

مصطفى الصواف |
إن لم تكن فتح للوطن فلا خير فيكم

 كتب - مصطفى الصواف:  في اللقاء الاخير الذي جمع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ونائبه بمحمود عباس رئيس حركة فتح ، طالب عباس مشعل بالسماح لأعضاء المؤتمر السابع من قطاع غزة بالذهاب إلى رام الله للمشاركة في المؤتمر، ولا ادري هل طالبت حماس عباس بوقف حملة الاعتقالات والملاحقة التي يقوم بها عباس عبر اجهزته الامنية لأبناء الكتلة الاسلامية في جامعات الضفة وطلاب الجامعات فيها.

قد يعتقد البعض أنني ضد السماح لأعضاء المؤتمر السابع من الذهاب للمشاركة بل على العكس كنت أتمنى أن يُسمح لهم بالذهاب إلى رام الله والمشاركة دون أي معوقات تذكر؛ ولكن الشيء بالشيء يذكر فطالما سمح لأعضاء المؤتمر بالوصول إلى رام الله كان المفترض أن يصدر محمود عباس تعليماته للأجهزة الامنية بوقف حملة الاعتقالات لطلبة الجامعات كون اعتقالهم يجري على خلفية سياسية والانتماء للكتلة الاسلامية وليس على أي شبهة جنائية أو مخالفة قانونية.
المنطق يقول أن طلب عباس كان من المتوقع أن يكون بعده لحماس طلب ليس من باب المقايضة ولكن من باب حسن النوايا، ولا اعتقد أن الامر لم يطرح ولم يطالب مشعل بالأمر وقد يكون عباس قد رد بإيجابية على طلب حماس كما ردت عليه بإيجابية ؛ ولكن الكبر الذي عليه عباس حال دون التزامه بتعهده، وهذا دليل على أن هذا الرجل لا عهد له ولا ذمة ، ورغم ذلك التزمت قيادة حماس بما وعدت به لأنها دائما عند كلمتها.
الم يقتنع عباس حتى اليوم أن سياسته عقيمة في قضية الاعتقالات على خلفية سياسية و الانتماء للكتلة الاسلامية والتي تهدف إلى جز حركة حماس وذراعها الطلابي من الجامعات، ودليل عقمها نجاح الكتلة الاسلامية في مجالس الطلبة سواء في المرتبة الاولى أو الثانية ، ورغم ذلك يصر عباس على الاستمرار في سياسة الاعتقالات التي تفسد العلاقات السياسية وتهتك النسيج الاجتماعي وتعمق الانقسام الطولي والعرضي في المجتمع الفلسطيني.
ألا يوجد عاقل في قيادات حركة فتح التي تلتقي في رام الله لتمارس نوعا من الضغط على عباس؟ ، ألا يكفي هذا الذي يجري لحركة فتح من انقسام وخلاف بسبب تفرد عباس في القرارات المصيرية لحركة فتح؟ ، هل قبل هؤلاء القادة أن يكونوا كالقطيع يساقون سوقا من قبل عباس؟ ، ألا يوجد رجل رشيد يقول لعباس قف؟ ، أم أن الخوف أخذ مداه في عقولكم وقلوبكم وخوفكم نابع من أن يتخذ عباس فيكم ما اتخذه في المئات من قيادات وعناصر حركة فتح عند مخالفته الرأي.
إن وقوفكم في وجه عباس هو من أجل أن تحافظوا على حركة فتح موحدة بدلا من الانقسام والتفتت الذي قد تصل إلية حركة فتح نتيجة سياسة عباس الذي قسم كل شيء الوطن قبل التنظيم ، ألا تعنيكم فقح بقدر ما يعنيكم وحدة حركة فتح؟ ، هل مصالحكم مع عباس لا مع حركة فتح؟، وهل تعتقدون أن عباس باق إلى الابد ؟ المثال امامكم ، ياسر عرفات رحمه الله تربع على عرش حركة فتح نحو اربعين عاما وكانت النهاية الموت، وعباس في طريقه إلى الموت وفتح هي الباقية، فلماذا لا تكونوا فتحاويين قبل أن تكونوا عباسيين؟.
إن لم تكن فتح للوطن فلا خير فيكم ، وإن كانت فتح لعباس فبئس الانتماء لفتح لأنها ستكون وبالا على الوطن وعلى الشعب ، كونوا فلسطينيين قبل أن تكونوا فتحاويين ، فهذا خير لكم وللوطن.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد