فسحة للرأي

المؤتمر السابع .. ما له وما عليه

المحامي زيد الايوبي |
المؤتمر السابع .. ما له وما عليه

 كتب - المحامي زيد الايوبي:  ها هي حركة فتح تستعد لعقد مؤتمرها السابع لانتخاب قيادة جديدة للحركة وسط اهتمام دولي وإقليمي ووطني بالغ وفي ظل ظروف سياسية وموضوعية وتنظيمية في منتهى التعقيد والحساسية خصوصا على المستوى الحركي الداخلي والأزمة مع تيار المتجنحين .

لا شك ان العاصفة تعقد مؤتمرها هذا وسط تأييد ومعارضة بين ابناء فتح وكل اتجاه له مبرراته التي تنبع احيانا من الحرص على الحركة وتماسكها وأحيانا اخرى تنبع من الحرص على المصالح الشخصية للبعض ، لكن الثابت ان هذا المؤتمر سينعقد بما له وما عليه وهي ارادة الحركة العملاقة التي لا تنحني امام الضغوط والمؤامرات .
استطيع ان اذكر اهم مبررات المعارضين للمؤتمر بأنه سيحرم بعض الكوادر والقيادات الفتحاوية من المشاركة نتيجة لمناصرتهم للمفصول والمنتهي سياسيا وحركيا محمد دحلان نتيجة للافعال التي قاموا بها ضد الحركة والشرعية الفلسطينية .
بيد ان  هذا المؤتمر سيستثني مناضلين يشعرون بان لهم حق المشاركة بالنظر الى تاريخهم النضالي او نشاطهم الحركي اليومي رغم انهم مناصرين ومؤيدين للشرعية إلا انه تم استثنائهم بقوة المعايير التنظيمية التي اطرت الحق في المشاركة وبنظري ان هذه الفئة لها الحق في العتب على فتح لأنها لم تشارك فبعض المشاركين مع الاحترام الشديد لهم ولنضالهم ليس لهم أي تاريخ نضالي او نشاط حركي يذكر ولكن تم اعتماد عضويتهم في المؤتمر لسبب او لآخر المهم في الموضوع ان هناك فئة من المناضلين يستحقون المشاركة تم تهميشهم وهم لا يرتبطون بتيار المتجنحين المحروقة ورقته لكنهم كما عهدناهم اوفياء للحركة وملتزمون بقرارها ولن يكونوا كما المتجنحين يسعون لهدم المعبد على من فيه لأنهم خارج السياق التنظيمي كما المتجنحين بل هؤلاء يتميزون بأنهم حراس لفتح في وجه كل متآمر عليها بغض النظر عن مواقعهم ومستوى تهميشهم.
ايضا من اهم المبررات للمعارضين ان هذا المؤتمر بشكله الحالي سيعيد انتاج بعض القيادات التنظيمية التي كان وجودها مثل عدمه في الحركة من جديد لكنهم سيرشحون انفسهم مرة اخرى وقد يحالفهم الحظ بالفوز تلك الشخصيات التي بالغت بالاعتزاز بنفسها لدرجة انها تعتقد ان الله خلقها وكسر القالب بعدها ولا احد في فتح يستطيع القيادة والريادة غيرهم وكأن عاصفة الثوار عاقر ولم تنجب مناضلين سواهم وللأسف لا يعرفون ثقافة اعطاء الفرصة للآخرين .
ايضا البعض يرى ان هذا المؤتمر بشكله الحالي لن يعطي الفرصة للشباب والمرأة بالمشاركة في الية صنع القرار في الحركة  لان غالبية المشاركين من الذكور وكبار السن مع الاحترام لهم طبعا لكن ثقافة اعطاء الصوت الانتخابي للمرأة او للشباب لازالت بعيدة عن هذا الاجتماع الكبير .
ويرى البعض ايضا ان المؤتمر ستسيطر عليه النزعات الجغرافية والعائلية وفي هذا السياق سمعت في اروقة المؤتمر ان احد اعضاء اللجنة المركزية الحاليين يسعى لتوريث ابنه منصبه كونه طلع على المعاش لتقدم سنه وغير قادر صحيا على الاستمرار في اللجنة المركزية وفكرة كهذه صعب فهمها ولا تفسيرها إلا في اتجاه واحد اورته انفا لكن في اعتقادي انه لا الرئيس ولا اعضاء المؤتمر سيسمحون لهذا القيادي بتحقيق طموحه بتوريث ابنه وان حدثت فتلك الطامة الكبرى ، اسال الله ان تكون بعيدة عن العاصفة .
لكن ما لهذا المؤتمر من ايجابيات اكثر مما عليه فهذا الاجتماع التاريخي للحركة والذي يلقى اهتمام كل العالم سيعيد فتح مرة اخرى الى الواجهة السياسية وطنيا وإقليميا عالميا باعتبارها حركة تحرر وطني ديمقراطي وصاحبة المشروع الفلسطيني لبناء الدولة والخلاص من براثن الاحتلال.
كما أن هذا المؤتمر سيعيد تجديد شرعية الاطر الداخلية للحركة وسيسعى لضخ دماء وأسماء جديدة غير التي مللناها في السابق وهو فرصة لإعطاء المرأة والشباب حقهم في المشاركة في صنع القرار الحركي وأكثر من ذلك ان هذا المؤتمر سيعيد تأكيد الحركة على الثوابت الوطنية وحق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة بما فيها الكفاح المسلح كما أن هذا المؤتمر سيرسي نظام داخلي للحركة عصري ومتطور يأخذ بعين الاعتبار تدافع الاجيال في الحالة التنظيمية .
ايضا هذا المؤتمر سيؤكد على ان حركة فتح لازالت الدرع الفولاذي للثوابت الوطنية وحامية القرار الوطني الفلسطيني المستقل سيما وإنها لم تخضع لكل الامتلاءات الاقليمية والدولية لإرجاء انعقاد مؤتمرها السابع .
والاهم في هذا المؤتمر انه سيقرأ الفاتحة على تيار المتجنحين باعتباره تيار انتهى وسقط دون ان يستطيع اسقاط العاصفة وتاريخها فكما تعلمون ان كل من يخرج عن طوع حركة فتح يصبح في عداد الخاسرين والمحروقين والتاريخ يذكرنا بمصير كل الذين انشقوا وخرجوا عن مسار الحركة وأكثر من ذلك ليس خسارتهم فقط بل انقلاب من دعمهم ومولهم عليهم ونموذج ابو نضال لازال حاضرا في ذاكرة كل الفتحاويين .
والمهم ايضا ان فتح بكل كادرها ومناضليها ستوجه لكل الذين تآمروا عليها وعلى قرارها داخليا وخارجيا واحتلاليا رسالة واضحة مفادها ان العاصفة عصية على الكسر والانكسار وان ابا مازن هو رجل فتح وفلسطين القوي  .
بكل الاحوال المؤتمر بما له وما عليه اصبح واقعا وسقوط المتجنحين اضحى ثابتا فقد خرجوا من كل الاطر التنظيمية والسياسية ليس بقرار فردي من احد لكن بقرار المؤتمر العام للعاصفة لكنهم لن يخلدوا للنوم في اليوم الثاني لإعلان نتائج المؤتمر ، فهم لن يعترفوا بالهزيمة وسيسعون للتخريب اكثر لكن بوسائل اجرامية جديدة قد تصل لمستوى تنفيذ عمليات ارهابية تستهدف مؤسسات وشخصيات فلسطينية للرد على شطبهم وطردهم ..لذلك يجب ان نستعد لمرحلة اخرى من الحسم الوطني مع المتجنحين بعد المؤتمر .
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد