تقارير وتحقيقات

انعكاسات خطيرة على صحتهم وتحصيلهم الدراسي .. 30% من طلابنا لا يتناولون إفطارهم

|
انعكاسات خطيرة على صحتهم وتحصيلهم الدراسي .. 30% من طلابنا لا يتناولون إفطارهم
كتب - إسلام ابو عرة/ إشراف: منتصر حمدان *:  في الطابور الصباحي ينتظم طلبة المدارس مستمعين للإذاعة المدرسية، مترقبين الفقرة الرياضية التي تحرك أجسامهم قبل دخولهم لصفوفهم الدراسية، لكن ماذا لو أفسد روتينهم الصباحي بحالة إغماء لإحدى الطالبات التي تجاهلت تناولها وجبة الإفطار، حيث لم تكن هذا الحالة الأولى فحالات الضعف والإغماء كثرت بين طالبات المدرسة في الفترة الأخيرة وتحديدًا فترة الامتحانات، قالت وفاء أبو عرة من مدرسة بنات عقابا الثانوية.
وتشير الدراسات الحديثة الى الأهمية الاستثنائية لتناول طلبة المدارس وجبة الافطار يوميًّا سواء في منازلهم او في المدرسة. فعدا عن القيمة الغذائية التي يحتاجها الفرد من أجل النمو السليم فإن تناول وجبة الافطار تزيد من قدرة الطالب المعرفية كما تسهم في تزويد الدماغ بالطاقة الغذائية اللازمة لعمليات التركيز والانتباه والتعلم.
وأظهرت عديد الدراسات في أن الأطفال الذين يتناولون بانتظام وجبة الفطور، يتفوّقون فكريًّا على غيرهم وظهرت مجالات تفوّقهم من خلال: الانتباه، التركيز والمشاركة في الصف، وقوة الذاكرة والتحدث بطلاقة، سلوك اجتماعي جيد، وحبٌّ ورغبةٌ بالدراسة، وتلبية حاجاتهم الغذائية اليومية من حيث جميع العناصر الغذائية، والمحافظة على وزن صحي ملائم، والتمتع بصحة أفضل وبغياب أقل عن المدرسة.
وفي دراسة أميركية حديثة أشارت الى أن من يتناولون وجبة الإفطار يحصلون على نحو 17% من إجمالي احتياجهم اليومي من السعرات الحرارية وجزء كبير أيضًا من الاحتياجات اليومية للكثير من العناصر الغذائية المهمة مثل فيتامين "دي" 58% وفيتامين "بي 12" 42%، وفيتامين "إيه" 41%، في حين كشف مدير عام الادارة العامة للصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم، د. محمد الريماوي أن نحو 300 الف طالب وطالبة لا يتناولون وجبة الافطار الصباحي.
ويواجه الطلبة الذين  لا يتناولون وجبات الافطار مخاطر عديدة على المستوى الصحي حيث اشارت دراسة ضمن تقرير الادارة العامة للصحة 2011 التي اجريت في منطقة القدس المحتلة الى 85% من طلبة الصف العاشر عانوا من تسوس الاسنان و10% من الصف  الخامس لديهم مشاكل في النظر .
وحسب تلك الدراسة فان 40% من الطلبة لم يتنالون وجبة الافطار و30% منهم  عانوا من الاصابة بفقر الدم في حين ان ربع الطلبة عانوا من زيادة الوزن والسمنة.
وتربط الادارة العامة للصحة في الوزارة ما بين التغذية السليمة وتأثيرها  البالغ على التحصيل الدراسي  للطلبة حيث تبين ان سوء التغذية يصاحبه نقص القدرة الاستيعابية والانتباه والمشاركة لدى الطلبة.

وأكدت أخصائية التغذية رنا زيد أن وجبة الإفطار توفر للجسم حاجته من الطاقة الطاقة وتمده بالعناصر اللازمة لممارسة النشاط سواء البدني أو العقلي، وتكتسب وجبة الإفطار أهمية خاصة بالنسبة للأطفال كونهم يمرون بمرحلة نمو اعضاء الجسم. 
واذا ما تمت الاشارة الى ان أغلب الطلبة ينامون بعد تناول وجبة العشاء الساعة التاسعة بعد المساء، ويستيقظون الساعة السادسة صباحًا ويمتنعون عن تناول وجبة الافطار حتى العودة الى منازلهم الساعة الواحدة ظهرًا، فإن ذلك يعني انهم بقوا دون وجبات طعام قرابة 16 ساعة.
وكشفت دراسة بريطانية حديثة أن الأطفال الذين يحرصون على تناول وجبة الإفطار بانتظام، يحققون درجات أعلى في اختبارات المعرفة ويكونون افضل من غيرهم في التحصيل الدراسي.
وحسب الباحثين في مركز جامعة "كارديف" البريطانية للتنمية وتحسين الصحة العامة، فإن وجبة الإفطار تحسن صحة الأطفال بشكل عام، ومرتبطة بزيادة التركيز والوظائف الإدراكية لديهم.
وقدمت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة الصحة العامة والتغذية، دليلاً قويًا على أن ما يأكله التلاميذ يؤثر على مدى ما يستوعبونه في المدرسة، ويترك آثارًا كبيرة على التعليم والصحة العامة، وأكدت أن العناصر الغذائية الموجودة في وجبة الإفطار لها تأثير إيجابي على الأداء الإدراكي والصحي للأطفال، وتساعدهم على المواظبة على التحصيل الدراسي.
 

من تناولت الفطور اليوم؟
وفي اطار مساعينا لفحص هذه الاشكالية ومستويات انتشارها قام معد التحقيق بطرح سؤال على طالبات في المدرسة الخضراء في محافظة طوباس من تناولت الفطور اليوم؟، حيث تبين ان 12 طالبة فقط من أصل 38 طالبة في إحدى الصفوف الدراسية في تلك المدرسة.
" مستحيل أخرج من البيت بدون تناول وجبة الإفطار ، لأني أشعر بالدوخة في حال لم أتناولها"، قالت دينا فريد من الصف العاشر.
"لا أتناول الفطور لعدم كفاية الوقت وتحسبا من  التأخر عن المدرسة حتى لا أتعرض للعقاب من قبل مديرة المدرسة، ووجبة الافطار الصباحية لا تهمني لأن هناك الفرصة المدرسية بعد الحصة الثالثة حيث أتناول وجبة خفيفة وبالتالي "لا داعي للفطور؟"، قالت وفاء أبوعرة من مدرسة بنات عقابا الثانوية.
وقال الطالب في الصف العاشر بمدرسة عقابا الثانوية للبنين محمد محي الدين: اتناول الإفطار شبه يومي ، وفي الأيام التي لا اتناولها اشعر بهزال وعدم الاستيعاب مقارنة مع الأيام التي اتناول وجبة الإفطار فيها. 
وتابع محمد: المدرسة تقوم أحيانا بالتوعية لضرورة الإفطار الصباحي  وأهميته وفوائده على الجسم والقدرة الاستيعابية للطالب، لكن أغلب الطلاب لا يفطرون صباحا وينتظرون "الفرصة" لتناول الإفطار بشراء سندويشة من المقصف او بعض انواع "الشيبس".
أما محمد دراغمة بالصف الخامس من طوباس قال: أنه لا يتناول وجبة الإفطار، ويقوم بتناول الطعام " بالفرصة"؛ وذلك لانشغال والديه في الصباح بتحضير أنفسهم للذهاب للعمل فأغلب الأيام لا نفطر في البيت نكتفي بكاسة حليب. 

وعن التوعية قال دراغمة أن  المدرسة تعمل على توعيتنا على أهمية الفطور الصباحي من خلال مرشد المدرسة في الطابور الصباحي. 
من جهته قال عماد عمرية من الصف السادس من بلدة عجة قضاء جنين: والديه مهتمون جدا بوجبة الفطور ودائما يحدثونه عن  تناولها ا ولا يسمحون له الخروج من البيت دون تناولها.
من جهتها قالت الطالبة خديجة حاتم بالصف السابع من مدرسة عقابا الأساسية للبنات: أنها تتناول أحيانا وجبة الإفطار بالصباح، ما يجعلها تشعر بالنشاط  والحيوية مقارنة مع الايام التي لا تتناولها فيها"، موضحة ان احجامها عن تناول الافطار يعود لرغبتها في كسب وقتا إضافيا من النوم وتحضير اغراضها قبل الذهاب للمدرسة. 
أما الطالبة تجويد سامي بالصف الثامن من جنين: فانها تحرص على تناول وجبات الإفطار يوميا لما لها من فائدة على صحتها وتركيزها في الحصص المدرسية، وأنها تتناول الإفطار يوميا مع والديها وإخوانها قبل أن يذهبوا إلى عملهم ومدارسهم.
وأضافت تجويد:  أن المدرسة تقوم بتوعيتنا من خلال الإذاعة المدرسية والحصص الإرشادية من قبل المرشدة. 
في المقابل قالت الطالبة بالصف الرابع روى جهاد من رام الله: أنها تتناول صباحا كأسا من الحليب والقرشلة مع والدتها المدرسة في مدرسة الجديرة الثانوية للبنات، وانها تتناول وجبة الإفطار في الفرصة. 
وأردفت روى: انا اكتفى بتناول الحليب و"القرشلة " واعتقد ان هذه الوجبة  كافية كي احفاظ على قدرتي الاستيعابية والتركيز في الدراسة"، في حين تقول الطالبة أسيل إياد من الصف العاشر انها تتناول وجبة الإفطار ايام امتحانات كي أعرف أحل صح وأركز على حد تعبيرها.
وكشفت دراسة بريطانية حديثة أن الأطفال الذين يحرصون على تناول وجبة الإفطار بانتظام، يحققون درجات أعلى في اختبارات المعرفة ويكونوا افضل من غيرهم في التحصيل الدراسي.
وحسب الباحثون في مركز جامعة "كارديف" البريطانية للتنمية وتحسين الصحة العامة، أن وجبة الإفطار تحسن صحة الأطفال بشكل عام، ومرتبطة بزيادة التركيز والوظائف الإدراكية لديهم.
وقدمت الدراسة التي نشروا نتائجها في مجلة الصحة العامة والتغذية، دليلاً قويًا على أن ما يأكله التلاميذ يؤثر على مدى ما يستوعبونه في المدرسة، ويترك آثارًا كبيرة على التعليم والصحة العامة، حيث اكدت أن العناصر الغذائية الموجودة في وجبة الإفطار لها تأثير إيجابي على الأداء الإدراكي والصحي للأطفال، وتساعدهم على المواظبة على التحصيل الدراسي.

 

"الاولاد المخادعون"
وتحرص الكثير من العائلات على إعداد وجبات افطار جاهزة لأولادهم وإرسالها معهم للمدرسة لكن بعض الاهالي اكتشفوا خدعة اولادهم، عندما يجدون ساندويشات اولادهم ملقاة في المقاعد الخلفية لمركباتهم او انها متعفنة في حقيبتهم المدرسية ما يعني انهم لم يتناولوا تلك الواجبات.
وتقول المواطنة " خ.ا" وهي أم لطلفتين: "اكتشفت هذه الخدعة وعاقبتهن بقطع المصروف عنهن لانني اكتشفت أن الطلاب حينما يحصلون على المصروف يهملون الساندويشات المعدة منزليًّا وشراء أطعمة ومشروبات وحلويات من مقصف المدرسة او الباعة امام المدارس". ويقول والد آخر فضل عدم ذكر اسمه، ولديه اولاد يدرسون في إحدى مدارس رام الله: "من الواضح ان هذا الامر خطير خاصة انني اكتشفت تدهور صحة اثنين من اولادي وحينما راجعنا الطبيب تبين انهم يعانون من نقص التغذية وهذا كان من بين اسباب تراجع تحصيلهم الدراسي".
 

"معدة فاضية" واستيعاب يصل للانعدام 
يقول مدير مدرسة عقابا الأساسية للبنين رائد أبوعرة: "عدم تناول الإفطار يؤثر على قدرة الطلبة في الاستيعاب والتركيز، ونحن نقوم بعملية توعية بشكل دوري من خلال اللجنة الصحية بالمدرسة والإذاعة المدرسية وعمل إفطار جماعي لتشجيع الطلبة على الإفطار وبث روح التعاون والمحبة بينهم".
ويضيف: "المدروسون يلحظون عدم تركيز الكثير من الطلبة اثناء الحصص الدراسية لعدم تناولهم وجبة الإفطار فتم الحديث معهم وتوعيتهم على أهمية الإفطار، طالب " بطنه فاضي كيف يكون عقله وتركيزه؟".
ويقول المدرس في مدرسة ابن خلدون الشاملة في القدس معتز سلايمة: "الأثر موجود، وعدم التحصيل وارد، وكتابة ما كتب على السبورة واستيعاب شرح المعلم يكاد يكون معدومًا، في حال عدم تناول وجبة الإفطار".
ويضيف: "التوعية موجودة في كل المدارس، لكل تطبيقها على الطلاب من قبل المعلمين قليل جدًّا، لذلك في المدارس الخاصة تحديدًا يهتم الأهل بإطعام اولادهم، حتى أنهم يأتون بالفاكهة ووجبة إفطارهم".
وتقول المعلمة في مدرسة الجديرة الثانوية للبنات من ضواحي القدس نوال أبو الزيت: "إن قدرة الطلبة على استيعاب دروسهم تكون منخفضة في حال عدم تناولهم وجبة الإفطار الأساسية للحفاظ على صحة الإنسان ونشاطه اليومي، وفي المدرسة ننظم حلقات توعوية صباحية شبه يومية عبر الإذاعة المدرسية من خلال الطابور الصباحي؛ لكن الملاحظ والملموس في رمضان مثلا الطلاب يكونوا فاقدين لطاقتهم ويؤثر على تفاعلهم واستيعابهم، لأن اغلبهم لا يتناولون السحور".
مدرسة اللغة العربية في اكاديمية روابي الانجليزية منار خضر قالت: "إن عدم تناول الطالب لوجبة الافطار قد يؤدي الى قلة انتباهه للحصة الدراسية، وعدم قدرته على استيعاب الموضوعات المطروحة داخل الصف، وفي أغلب الأحيان الطالب الذي لا يتناول وجبته يتعب باكرا وتقل حركته في الصف والمدرسة". 
المدرسة قي بنات دير أبو ضعيف الثانوية قضاء جنين حيفا منصور تقول: "نلاحظ وجود نسبة كبيرة من الطلاب في المدارس لا يتناولون وجبة الفطور في البيت، ما يؤثر على قدرتهم الاستيعابية خاصة خلال الحصص الأولى وعدم قدرتهم على التركيز والاستيعاب؛ ما ينعكس سلبًا على نتائجهم في الامتحان إذا ما قورنت مع الطلبة الذين يحرصون على تناول الوجبة".
وأوضحت منصور: أن اللجنة الصحية في المدرسة تعمل ندوات توعية من خلال الإذاعة المدرسية، وتذكير الطالبات بضرورة تناول وجبة الفطور يوميا، والحرص على تناول غذاء صحي متوازن، وعمل جلسات فطور جماعية بين الطالبات لتكريس هذه العادة الجيدة.
المدرس في مدرسة عقابا الأساسية للذكور زياد أبوعرة قال: إن عدم تناول الإفطار يؤثر سلبًا على تحصليهم الدراسي وبشكل واضح؛ بحيث انه يقلل من تحسين القدرة التحصيلية، ولا يحققون علامات عالية في بعض المهارات المعرفية، ويؤثر سلبا على قضية التركيز كما يؤدي الى إصابتهم بالضعف الجسدي.
وتابع أبوعرة: أن العملية التوعوية موجودة وبصراحة بحاجة إلى تركيز أكثر من المعلمين، والاهتمام بها يجب أن يكون بصورة فعالة واضحة.
وأوضح زياد: في حالات نعرف وضع الطلبة من خلال حركاتهم وتصرفاتهم وعدم الانتباه والتشتت، وخصوصا في الحصة الثالثة عند الاقتراب من الاستراحة؛ حيث يكون تفكير الطالب منشغلا بقضية الطعام.
وقال أستاذ الرياضيات محمود أبو الزيت من طوباس: "وجبة الإفطار مهمة جدًّا لتفاعل الطلاب واستجابتهم واستيعابهم للحصص لا سيما الحصص العلميه منها، ويستطيع المدرس تمييز الطالب الذي تناول فطوره من الطالب الذي لم يفطر من خلال تفاعل الطالب وحركته واستجابته ومدى استيعابه لدرس الرياضيات خاصة".
 

التوعية المدرسية
قال المرشد الاجتماعي والنفسي في مدرسة عرابة الأساسية قضاء جنين محمد غنام: إن التوعية بأهمية وجبة الإفطار جزء من الخطة، ونقوم بتطبيق عملي من خلال افطارات جماعية، وهناك حالات وخاصة في الامتحانات الفصلية والشهرين، حيث كنا نسمح لبعض الطلبة بتناول وجبة الإفطار لأنه خرج من البيت دون تناولها، لأن هناك آثارًا سلبية لعدم تناولها على التركيز وصعوبة استرجاع المعلومات واضافة الى اصابة بعضهم بحالات إغماء.
وحول دور المدرسة في توعية الطلاب بأهمية تناول وجبة الإفطار، أوضحت المرشدة الاجتماعية والنفسية في المدرسة الخضراء بعقابا شمال طوباس مها سلامة، "أن المدرسة تحرص على عقد لقاءات توعوية بالتغذية السليمة وأشكالها ولدينا سلسلة من اللقاءات بعنوان" التغذية السليمة" في مرحلة المراهقة, إضافة إلى استضافة أخصائية تغذية لتوضح للطالبات الوزن السليم حسب العمر والطول واهمية الفطور الصباحي والوجبات الخفيفة كالفاكهة بين الوجبات". 
وأكملت سلامة: ننظم إفطارات جماعية نؤكد فيها على التغذية الصحية بعيدًا عن المشروبات الغازية والسكاكر والأكل غير الصحي، ونعتمد على الاكل الصحي من البيت كالأجبان والألبان والزيت والزعتر.
 

فطور اليوم صحة للغد
وقالت أخصائية التغذية رنا زيد: إن تناول الأطفال لوجبة الإفطار تحميهم فيما بعد من تناول الأطعمة غير الصحية الموجودة في مقاصف المدرسة، فمثلاً الطفل الذي يتناول سندويشة من اللبنة مع حبة خضار وفواكه تحميه من تناول أي شيء يراه أمامه من شيبس وحلويات وتسال غير صحية، وبالنسبة للجانب الصحي تكون بنية الجسم أفضل لأن وجبة الفطور أساسية ومكملة للوجبات الأخرى، ولو تخيلنا أن جميع الأطفال أهملوا وجبة الفطور ولم يتناولوها واكتفوا فقط بوجبة الغذاء أو العشاء، فإن احتياجات جسمهم من العناصر المختلفة اللازمة لنموهم ستكون غير كاملة.
وعن أثر عدم تناول وجبة الفطور قالت زيد: "يؤثر على تحصيلهم الدراسي وبنية الجسم، لأنهم يمرون بفترة نمو, مثل نمو الأسنان والعظام والعضلات و الطول".
واضافت: "ما نحصل عليه من طعام في مرحلة الطفولة يؤثر علينا حينما نكبر، وبالتالي من يعاني من نقص في التغذية سيكون عرضة للاصابة بهشاشة العظام ونقص الحديد بسبب عدم تناوله كميات كافية من البروتين الحيواني او النباتي، إضافة إلى نقص فيتامين سي المهم لبناء جهاز المناعة عندهم، ويعتبر نقص الحديد من أكثر الأمراض انتشارًا بين طلاب المدارس وأحيانا يتطور هذا النقص لدرجة فقر الدم.
أما عن أثر عدم تناول وجبة الإفطار على المدى البعيد, أردفت زيد: اذا لم يعتاد الطلبة على تناول وجبة الفطور سيتعرضون للوزن الزائد والسمنة، والأشخاص الذين يريدون أن يحافظوا على أوزانهم عليهم تناول وجبة الفطور وعدم إهمالها، لأنها تكون أول وجبة وهي المحددة لتوقيت الوجبات اللاحقة.
واضافت: "مثلا إذا تناولنا وجبة الفطور على الساعة 7 ستكون الوجبة اللاحقة بعد 3 ساعات تقريبًا وهو موعد الفسحة المدرسية وبالتالي من المهم أن يتناول الطالب وجبة متكاملة من الإفطار صباحًا، حتى يأخد وجبة خفيفة في الفسحة مثل البوشار أو الفواكه أو المكسرات النيئة والبقوليات كالترمس والحمص والفول.
وحول وجبة الإفطار الصحية بينت رنا وجوب أنها تحتوي على مجموعة من البروتينات والبقوليات أو الحليب ومشتقاته والنشويات المفيدة كالحبوب الكاملة والشوفان لأنها تساعد على الشعور بالشبع، ويجب الابتعاد عن المرتديلا والعصائر والكيك وكل ما يحتوي على سكريات.
 

اهداف استراتيجية
وحسب الأهداف الاستراتيجية للإدارة العامة للصحة المدرسية فإن تحسين الوضع الصحي والتغذوي للطلبة والمعلمين ومراقبتها من خلال مؤشرات صحية يعد من ضمن تلك الاهداف الرئيسية التي تتمثل في محور التغذية والمقاصف، حيث تعتبر التغذية السليمة و المتوازنة للطلبة في المدارس أولوية تعليمية وصحية, ولتحقيق ذلك لا بد من اتباع سياسات لإكساب الطلبة العادات الغذائية والصحية التي تساهم في النمو المتكامل وغرس العادات الحسنة في نفوس الطلبة مثل النظام والنظافة والمشاركة الإيجابية والتفاعل وتفعيل دور مجالس أولياء الأمور والمجتمع المحلي. 
وتسعى الادارة العامة في هذا الاطار الى إكساب الطلبة عادات وسلوكيات غذائية سليمة، وتحسين الوضع التغذوي في المدارس، وتأمين نوعية جيدة وصحية من الغذاء وضمان خلوه من التلوث.
ووفقا لما اكده مدير عام الادارة العامة للصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم، د. محمد الريماوي، فإن لدينا قرابة مليون طالب وطالبة في مدارسنا، وتشير التقديرات الى 30% من الطلبة لا يتناولون وجبة الافطار، حسب دراسات بحثية علمية، ما يعني أننا نتحدث عن قرابة 300 الف طالب وطالبة لا يحصلون على هذه الوجبة الرئيسية ما ينعكس سلبًا على قدراتهم الاستيعابية والتركيز أثناء الدراسة.
واكد الريماوي على ان  هذه النسبة كانت تصل الى 40% في صفوف طلبة المدارس لكن بعد التدخلات التي نفذتها وزارة التربية والتعلم في السنوات الاخيرة نجحنا الى خفضها الى 30% عبر تنفيذ سلسلة من الانشطة والفعاليات الداعمة لتعزيز الوعي باهمية تناول وجبة الافطار الصحية حيث نفذت الوزارة برامج في هذا الاتجاه عبر اقامة 100 الف نشاط يتضمن اقامة افطار جماعي للطلبة وعائلاتهم من اجل تكريس اهمية تناول وجبات الافطار الصحية بين الطلبة وعائلاتهم.
 
* صحيفة الحياة الجديدة
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد