متابعات - اخباريات: معركة مصرية سورية أدت إلى نتيجة مفاجئة لمهرجان قرطاج، أشهر الفعاليات السينمائية العربية، إذ انتهى بحصول أفلام متوسطة المستوى على الجوائز، بينما خرج أفضل الأعمال من المولد بلا حمص، كما يقول المثل الشعبي.
فقد اختتمت فعاليات الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية، التي تقام بالعاصمة التونسية، بعد 9 أيام من العروض والفعاليات الموازية، شارك فيها المئات من الضيوف والمشاركين، وجاء حفل الختام بسيطاً ومبهجاً، خاصة أنه بدأ بعد دقائق من تأهل تونس لمونديال روسيا 2018.
169 فيلماً عُرضت في المهرجان، ما بين عروض المسابقتين الرسميتين، والمسابقات الموازية، وعروض أفلام دول ضيف الشرف، وهي الجزائر وجنوب إفريقيا والأرجنتين وكوريا الجنوبية.
جاءت الجوائز في مسابقة الأفلام الوثائقية قريبة من توقعات الجمهور، ولكن كواليس المهرجان ازدحمت بالحديث حول تسييس جوائز مسابقة الأفلام الروائية، بعدما حرمت اللجنة أفلام "قضية 23" للمخرج زياد دويري (المتهم بالتطبيع)، و"مطر حمص" للمخرج جود سعيد من جوائز مستحقة، وخاصة بعدما خرج أعضاء لجنة التحكيم يتحدثون عن نتائج اجتماعاتهم المفترض أنها سرية في العلن.
عناد
بعد العودة من حفل الختام، لم يستطع أعضاء لجنة التحكيم كتمان ما حدث من أزمات، لدرجة أن المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري تحدثت في العلن عن منعها أي جائزة لفيلم "مطر حمص"، وتهديدها لجنة التحكيم، بعد التصويت لصالحه، حيث يبدو أنها اعتبرت أن الفيلم يعبر عن وجهة نظر السلطة السورية.
وتدور أحداث الفيلم الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما وهي جهة حكومية سورية، ما بين فبراير/شباط، ومايو/أيار 2014، حول حكاية عائلة عاشت الحرب في حمص القديمة، وحوصرت من قبل "الإرهابيين"، جمعتها قساوة الظروف وتحدي الألم والمعاناة، وواجهت شخصيات الفيلم مصيرها في أجواء من الحب والعنف والأمل.
في المقابل حرمت اللجنة الفيلم المصري "شيخ جاكسون" من أي جائزة، رغم التصويت له في جائزة "المونتاج"، رداً على موقف أبو ذكري في فيلم "مطر حمص"، واضطرت اللجنة إلى إعطاء التانيت البرونزي للفيلم المغربي المتوسط المستوى "وليلي"، بعد أن تصاعدت خلافاتهم حول الجوائز، وعنادهم مع بعضهم، وهذا ما ظهرت ملامحه بوضوح بعد الختام.
سيمنع من مهرجان القاهرة
كاملة أبو ذكري أكدت للجنة تحكيم الأفلام الروائية، أنها ستمنع "مطر حمص" من المشاركة في مسابقة الأفلام العربية في مهرجان القاهرة السينمائي، فيما صرَّح أحد مسؤولي المهرجان أنه لا يمكن لكاملة أو غيرها تعديل برنامج مهرجان القاهرة، الذي تم الإعلان عنه، وأكد المسؤول أن "أبو ذكري" تخلط الأوراق، وتدعي التحكم فيما لا تملكه، وتتعامل بمنطق الناشط السياسي لا المخرج.
سقوط الملابس الداخلية
وساد المهرجان جو من التوتر قبل يومين من ختامه، بسبب كاريكاتير نشره الكوميديان التونسي الأشهر لطفي العبدلي، وفيه فتاتان تقفان وملابسهما الداخلية التحتية ساقطة للأسفل، وسيدة عجوز تسألهما "وين ماشين"، وجوابهما "JCC"، وهو اختصار لاسم أيام قرطاج السينمائية، ووصل الأمر لتبادل السباب على الفيسبوك بين "العبدلي" والمخرج والمنتج مهدي هميلي، الذي اتهم الكوميديان الشهير بالتخلف والرجعية.
المهرجان رغم ما حدث في أيامه الأخيرة من أزمات صغيرة، فإن الجمهور العادي لم يهتم بها، وتفرغ لمشاهدة الأفلام في القاعات، التي تشهد سنوياً ازدحاماً غير عادي، في المهرجان الأكبر جمهوراً في الوطن العربي، وبفارق عن أقرب منافسيه في الجمهور "القاهرة السينمائي"، ولا تجد في أي عرض من عروضه مقعداً فارغاً، وهو ما تسبَّب في ازدحام كبير في حجز الأفلام، وفي الدخول والخروج من القاعات، وهي الميزة الأساسية لقرطاج السينمائي.
جوائز أيام قرطاج السينمائية الدورة 28:
جائزة الاتحاد العام التونسي للشغل لأفضل سيناريو:
تنويه خاص: فيلم "مصطفى زاد" للمخرج نضال شطا
أفضل سيناريو: فيلم "على كف عفريت" للمخرجة كوثر بن هنية.
جائزة علي بن عبد الله (أفضل فيلم) من المركز الوطني للسينما والصورة: فيلم "بلد مين" للمخرج محمد صيام من مصر.
جائزة الطاهر شريعة للعمل الأول "شرش" للمخرج "وليد مطارّ".
جائزة "TV 5 MONDE" لأفضل عمل أول: "شرش" للمخرج "وليد مطار".
مسابقة الفيلم الوثائقي القصير:
تنويه خاص: "صوت الشارع" للمخرجة منال القطاري من تونس.
التانيت البرونزي: "غزة بعيونهن" لمي العدة وريهام غزالي من فلسطين.
التانيت الفضي: "لا مرافئ للقوارب الصغيرة" للمخرجة جويل أبو شبكة من لبنان.