فسحة للرأي

رسالة الى الرئيس

سامر عنبتاوي |
رسالة الى الرئيس

 كتب - سامر عنبتاوي:  الأخ ابو مازن , مع حفظ اللقب ,, و رئيس فلسطين سيكون رئيس الرؤساء بعد التحرير ,, أما قبلها فنحن جميعا اخوة حتى التحرير ,,

بكلمات صريحة و واضحة و بعيدا عن أي مزايدات ,, فالوضع لا يقبل المزايدات و جميعنا على نفس المركب ,, فإما غرقنا جميعا لا سمح الله ,, و إما نترك لمن ينجو صناعة المجد و الحرية .

أقول بصراحة و بدون مزايدات لأنني أعلم تماما أننا نعيش على رمال متحركة ,, و أن الهجمة تجاهنا جميعا غير مسبوقة و لا معقولة ,, و أننا جميعا شعبا و قوى و قيادات و في كافة أماكن تواجدنا تحت التهديد المباشر لوجودنا و لقضيتنا , لقدسنا و لأرضنا , لأجيالنا و لمن سبقونا و من سيلحقونا ,, 
أعلم تماما أخ أبو مازن أنك تتعرض لضغوط هائلة و كبيرة جدا ,, من الأقارب قبل العقارب و من الأصدقاء قبل الأعداء ,, ضغوطا متواصلة و مستمرة و بكافة السبل و الوسائل الغير شريفة و غير أخلاقية ,, ضغوطا تحاول استجلاب الاستسلام ,, ليس منك شخصيا بل بأسم الشعب الفلسطيني بأكمله ,, و لن أتحدث هنا عن كيف و من المسؤول عن وصولنا لهذه الحالة لأننا كشعب تلقينا الضربات و المؤامرات و الظلم لقرن من الزمان و اجتهدنا في الردود و المقاومة فاخطأنا و أصبنا ,, و كتبنا سطور التضحية و الفداء و تراجعنا في الكثير من المواقف ,, و لكننا صمدنا و تحملنا ما لم يتحمله شعب في التاريخ ,, و في النهاية فجميعا الآن نواجه الحقيقة و المصير المشترك ,, فليس الوقت للعتاب و لا جلد النفس و لا المزايدة مرة أخرى ,,, بل الوقت الآن  لنقول ما العمل ؟ و بشكل جماعي في مواجهة ما يتربص بنا .

قد يؤيدني البعض و قد ينتقدني البعض الآخر و لكن و اقسم بالله و الوطن و الشعب المضحي الصامد أن ما يدفعني للكتابة تحسس الأخطار و الأحساس بجدية و خطورة الوضع و أن المحاسبات و التصيد لن يفيدا أحدا إلا الاعداء و أننا ان بقينا نتصيد لبعض و نتشفى ببعض و نحمل المسؤولية لبعض سندفع أغلى الأثمان في الوطن و الأرواح .
و بسبب ذلك كله و لأننا جميع نواجه المصير نفسه أتوجه لكم أن نتدارك جميعنا الوضع و ذلك من خلال توحيد كافة الطاقات و الجهود في الداخل و الخارج و التئام المجلس الوطني الفلسطيني و التوجه للقيادة الجماعية وفق برنامج وطني واحد و شامل و انهاء الخصام الداخلي و تحقيق الوحدة و تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات و المؤامرات التي تصنع في أروقة خبيثة حول العالم .
إن هذا النداء الأخ ابو مازن يحول الضغط المباشر على الرئاسة الى مواجهة جماعية و جمعية و يحمل المسؤوليات للجميع و يخرج من حالة الاستفراد الامريكي و الاسرائيلي في شعبنا بتقسيمه داخل و خارج و ضفة و غزة و تشتيت الجهد و اللعب على المتناقضات و الخلافات الثانوية تمهيدا لفرض الاستسلام عبر ما يسمى بمؤامرة القرن .
ستجد أن كل الشعب بكافة توجهاته و انتمائاته ملتف مع قيادته و منصهر معها في مواجهة التحدي و الحفاظ على الثوابت ,, و أن الشعب سيحمي و يدعم منظمة التحرير و الرئاسة و البرنامج الوطني الموحد ,, و أعتقد جازما أن شعبا كشعبنا قدم الشهداء و المبعدين و السجناء بمئات الآلاف مستعد للتضحية و التوحد و التماسك تحت ظل قيادته الموحدة التي نحن في أمس الحاجة لها .
الأخ الرئيس ,, هذا كلام من القلب يعي تماما ما تواجهه و يواجهه شعبنا و يأمل بكل قوة أن تصل الكلمات للقلب قبل ألأذن ,, لأننا نواجه لحظة مصيرية اتفقنا فيها جميعا على أن امريكا شريكا للاحتلال و ليست وسيطا ,, و أن ما حك جلدك مثل ظفرك ,, و أن شعبا حقق اسطورة الصمود ضد ابشع العنصريات و الاحتلال,, يستطيع تحقيق النصر ,, و المهم تحقق الارادة و التوجه الوحدوي و الجماعي ,,, و عندما ارسل هذه الرسالة للرئيس ارسل منها نسخا لكافة  قوانا الوطنية و الاسلامية في الداخل و الخارج ,, و مفادها : انه اذا كانت هذه التوجهات المطلوبة من الأخ ابو مازن ,, فان المسؤولية عليكم جميعا أكبر و أقوى لتحويلها لأمر واقع و فورا,,, اللهم اني قد بلغت ,, اللهم فاشهد ,,,

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد