اخباريات محلية

بعدما تخلى عنها زوجها واستولى على كل احتياجات اطفالها .. حملة "الأمل " تغيث سيدة متعففة

|
بعدما تخلى عنها زوجها واستولى على كل احتياجات اطفالها .. حملة "الأمل " تغيث سيدة متعففة

 جنين – خاص:  حتى في اسوا كوابيس حياتها ، لم تتوقع المواطنة أم خالد ، النكسة الكبرى التي سببها زوجها لها ولاطفالها الخمسة ، عندما تسلل خلسة لمنزل الزوجية واستولى على جميع محتوياته بما فيها ملابس الأطفال ، وتركهم في حالة يرثى لها ، لكن حملة "الأمل "، لبت نداء الاخت الصابرة وخلال ساعات وفرت لها ولعائلتها كل متطلبات العيش الكريم التي تبرع بها فاعل خير مقدسي .

تضحية وعطاء
لسنوات طويلة ، عاشت أم خالد تساند زوجها لتربية وتعليم الأطفال ، عملت وتحملت كل ظروف وضغوط الحياة وقسمت حياتها بين تأدية واجباتها البيتية والاهتمام باطفالها والعمل ، وتقول " زوجي كان عامل بسيط براتب محدود ، وبسبب ظروفنا الصعبة وعدم كفاية الراتب الذي يجنيه ، خرجت للعمل وتحملت كل شيء لنعيش حياتنا مستورين ، ورضينا بالقليل مما يقسمه لنا رب العالمين "، وتكمل " عملت بائعة في محل تجاري ، كنت أعمل 8 ساعات يومياً وأعود لمنزلي لرعاية شؤونه، الطعام والغسيل وتعليم وتربية الاطفال ولم أقصر أو أتذمر يوميا ً من اجل اطفالي "، وتتابع " عشنا وتابعنا حياتنا وتجاوزنا كل المحن حتى واجهنا مشاكل عادية بيني وبين زوجي الذي لم يقدر يوماً تضحياتي ووقوفي لجانبه رغم معارضة أسرتي لعملي ، وبرعاية رب العالمين نجحت بالتوفيق بين عملي وأسرتي ".

الصدمة الكبيرة
بشكل مفاجىء ودون مقدمات ، تغير سلوك ومعاملة الزوج ، وتقول أم خالد " بدأت تزداد المشاكل التي يفتعلها دون سبب، ورغم ذلك، صبرت وتحملت من أجل اولادي لحمايتهم، وحتى لا تتأثر حياتهم ودراستهم حتى فوجئت بزوجي يترك المنزل ".  وتضيف " تدخل الاهل والاصدقاء ، لكن الصدمة الكبرى في حياتي عندما عدت للمنزل المستأجر ووجدته فارغاَ ، وعلمت من الجيران أن زوجي حضر ليلاً واستولى على كل شيء ولم يترك لاطفاله حتى قطعة ملابس واحدة "، وتكمل " توجهت لزوجي ، وحاولت حل الخلاف وتوسلت له ليعيد الاثاث والاغراض وملابس الاطفال وعدم تدمير حياتهم ونفسياتهم دون مبرر لكنه للاسف رفض ولم يتراجع عن موقفه ".

صرخة استغاثة
 اسودت الدنيا في عيني أم خالد التي قرعت كل الابواب دون جدوى ، وتقول " لم يبقى أحد إلا وتوجهت له لانقاذنا من هذه النكسة ، فمن أين ساوفر ملابس واثاث لاطفالي الخمسة وكلهم طلاب مدارس وراتبي ادفع 80 % لاجرة منزلنا ، لكن للاسف لم يقف لجانبنا أحد "، وتضيف " لم يتمكن اطفالي من الذهاب لمدارسهم ، وعائلتي رفضت استقبالي معهم وطلبت مني تركهم ، لكني رفضت حتى لو متت لن أترك ابنائي وبناتي ، فتوجهت لحملة "الأمل "، وطلبت مساعدتها وانقاذ اسرتي من التشرد والفقر وحياة البؤس والشقاء ".

حملة الأمل
رئيس حملة الأمل ، الزميل الصحفي علي سمودي ، سارع لكتابة قصة المواطنة المتعففة واطلاق صرخة عاجلة لاهل الخير لاغاثة العائلة واطفالها ، ويقول " كانت القصة مؤثرة وحساسة جداً ، ولم يكن لدينا خيار سوى تسليط الضوء على هذه القصة المؤلمة ، فاستجاب فاعل خير من "القدس المحتلة" بعدما نشرت قصتها على صفحة الحملة على الفيس بوك "، ويضيف " بعد ساعات فقط ، حضر المحسن المقدسي الكريم وتوجه مع طواقم حملة الامل للسوق وقام بشراء جميع احتياجات ومتطلبات العائلة لتوفير حياة كريمة لها ولأطفالها ".

تحقيق الامل
لم تصدق أم خالد المشهد ، عندما وصلت طواقم حملة الامل لمنزلها ومعها كل احتياجاتها ولوازمها ، وارتسمت على محياها معالم التعجب والاستغراب والطواقم تقوم بايصال كل متطلبات العيش الكريم لمنزلها ، اثاث وفراش وسجاد وحرامات ومخدات وسجاد وثلاجة وغاز وفرن وغسالة وكافة الاجهزة الكهربائية ، اضافة لمستلزمات المطبخ وملابس لاطفالها ومواد تموينية لمدة شهر ، وتقول " لم اصدق أن حلمي تحقق خلال ساعات ، وحتى عندما شاهدت طواقم حملة الامل تنقل الاغراض وتجهز المنزل والمطبخ ، شعرت انها معجزة فحتى اقاربي تخلو عني، لكن رب العالمين عوضني بحملة الأمل "، وتضيف " بكيت من شدة الفرح ، فقد عاد أطفالي لمنزلنا الذي توفر فيه لهم حتى الملابس والطعام ، وتاثرت كثيراً وبكيت لان حياتنا ستعود لحالتها الطبيعية وسينام اطفالي بحضني بأمن واستقرار ودون خوف وقلق "، وتابعت " من اعماقي اشكر فاعل الخير الذي انقذنا ووفرا لنا حياة كريمة، واشكر حملة أمل على جهدها المتميز، والحمد لله على كل شيء ".

تكافل وتراحم
من جانبه ، عبر الصحفي علي السمودي ، عن اعتزاز وفرحة حملة "الأمل "، بهذا الانجاز الذي يضاف كما يقول " لرزمة الانجازات التي تحققها الحملة التي تسعى لاحياء قيم الاسلام العظيم بالتكافل والتراحم بين أبناء الشعب الواحد وتوفير حياة كريمة للعائلات المتعففة "، واضاف " أن الحملة التي تواصل رسالتها الخيرية للعام الثامن على التوالي ، تعتبر رعاية ودعم العائلات المتعففة من أولوياتها وخلال السنوات الماضية تمكنت من بناء وترميم 30 منزلاً وتاثيها بكل متطلبات العيش الكريم بفضل كرم وشهامة أهل الخير الذين يتسابقون على تقديم تبرعاتهم السخية "، وتابع " الحملة تعتمد على الاعلام وكتابة القضايا بطريقة انسانية ومهنية وموضوعية تراعي الحفاظ على كرامة العوائل وانسانيتها ، وتنشر جميع هذه القضايا عبر صحيفة "القدس "، وصفحة الحملة ووسائل التواصل التي اصبحت تحظى بثقة ودعم كبير من أهل الخير الذين يقدمون تبرعاتهم بسخاء وشهامة "، مكملاً" بحمد الله ، اصبحت الحملة بوابة خير لكل عائلة فلسطينية وترعى وتساعد مئات العائلات في كافة محافظات الضفة الغربية من خلال مبادرات لا تتوقف في كافة المناسبات وهدفها تعزيز صمود الانسان الفلسطيني وتوفير حياة كريمة له ، ونفخر ونعتز دوماً باننا اثبتنا من خلال تجربة حملة "الأمل "، أن الخير سمة اصيلة بشعبنا الفلسطيني ". 
 
 
 
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد