اخباريات محلية

حملة "الأمل " تعمر وتؤثت منزل لارملة وأيتامها في منطقة جنين

|
حملة "الأمل " تعمر وتؤثت منزل لارملة وأيتامها في منطقة جنين

 جنين:  حققت حملة"لأمل " الفلسطينية ، حلم العمر للأرملة أم أمين من احدى قرى جنين ، باعمار وتأثيت منزلها بشكل كامل والذي بلغت تكاليفه أكثر من 60 ألف شيكل تبرع بها أصحاب الأيادي البيضاء من المحسنين والمحسنات .

معاناة مريرة ..
 وبحسب تقرير تلقته "اخباريات" من القائمين على حملة الأمل، فبعد بنائه منزل العائلة المكونة من 6 أنفار ، فجعت أم أمين برحيل زوجها الذي اختطفه المرض قبل إكمال إعمار المنزل بشكل كامل ودون أن يخلف لها مصدر رزق أو دخل ، وتقول " زوجي رحمه الله كان عصامياً ومحباً للعائلة وتفاني في سبيل توفير حياة كريمة لنا من خلال عمله في عدة مهن في الداخل ، تعب وشقي وكافح لاكمال رسالته في تربية وتعليم الابناء وبناء منزل نعيش فيه مستورين "، وتضيف " خلال رحلة كفاحه ، داهمه المرض وكان القضاء وقدر الله أن يرحل عن الدنيا بعدما شيد لنا منزلاً كبيراً ، فكان رحيله فاجعة كبيرة لنا خاصة في ظل ظروف الحياة الصعبة والقاسية ، فلم يبقي لنا مصدر دخل نعتاش منه "، وتكمل " رغم عواصف الحياة والمعاناة المريرة ، احتضنت أيتامي ورفضت التخلي عنهم ، وصبرت لرعايتهم وتربيتهم كما أحب والدهم ، لكن أوضاعنا لم تتحسن لان أبنائي قاصرين وطلاب مدارس ويقع على عاتقي كل المسؤوليات التي تحملتها بصبر وايمان بالله ".

حملة الأمل ..
رغم عدم جاهزيته ، سكنت أم أمين وأيتامها في منزلهم لعدم توفر مأوى أخر لهم ، وقرعت أبواب كافة المؤسسات والجمعيات لمساعدتها على إعماره ، لكن لم يلبي صرختها سوى حملة الأمل ، وتقول " صبرت وتحملت كل عذابات الحياة التي ظلمتنا كثيراً لان الجميع تخلى عنا ، وتوجهت لجميع الجهات من مؤسسات وجمعيات لانقاذ أيتامي واكمال إعمار منزلنا ولكن لم يقف لجانبنا أحد "، وتضيف " بفضل الله ، اهتديت لحملة "الأمل "، وعلى الفور زار منزلنا الصحفي علي سمودي رئيس الحملة الذي أطلع على أوضاعنا وظروفنا وسارع لنشر قصتنا في صحيفة "القدس "، وبعد يومين فقط زف لنا بشرى تبني الحملة لمشروع إعمار منزلنا وتجهيزه كما نحب ونتمنى ".

اعمار المنزل ..
بعد يومين من نشر قصة أم أمين في صحيفة "القدس "، بدأت مبادرة إعمار منزلها ، ويقول رئيس الحملة الصحفي علي سمودي " تولي الحملة الفئات المتعففة والمهمشة في المجتمع الفلسطيني اهتماماً كبيراً ، ومنذ انطلاقتها تنفذ مشاريع خيرية متنوعة لرعايتها ورفع كاهل المعاناة عنها وتوفير حياة كريمة لها "، ويضيف " بفضل كرم وشهامة أهل الخير المؤازرين للحملة ، بادرت لتنفيذ العديد من مشاريع البناء واعمار المنازل خاصة للايتام ، وحققنا نجاحاً كبيراً عزز الثقة والتعاون مع أهل ، وقد حظيت عائلة الارملة أم أمين باهتمام الحملة نظراً لظروفها وواقعها المرير وحاجتها الماسة للاستقرار والعيش بأمان وكرامة "، ويكمل " قمت بكتابة حكاية معاناتها وصبرها ومناشدة أهل الخير للتبرع لها لاعمار منزلها ، فسارع أهل الخير لتقديم تبرعاتهم السخية لانجاز هذه المبادرة باسرع وقت ممكن ".

الحلم المعجزة
 لم تصدق الأرملة أم أمين أن حلم عمرها سيتحقق ، وعاشت لحظات فرح كبيرة عندما شاهدت طواقم حملة "الأمل "، تنفذ الخطوات الاولى في إعمار منزلها الذي كان كما تقول " حلماً مستحيلاً بحاجة لمعجزة ، ورغم اننا لا نعيش في زمن المعجزات ، لكني شاهدتها تتحقق أمامي ، فشعرت بفرحة وسعادة لان أطفالي سيعيشون حياة جميلة كما أحب والدهم ، وشعرت أن رب العالمين عوضني بعائلة ثانية هي حملة الامل التي تحتضن ابنائي وتتفانى لاسعادهم ،

ويروي الصحفي السمودي ، أن الحملة سارعت للاتفاق مع مقاول محلي لتنفيذ المشروع ، وبعد يومين فقط بدأت مسيرة الاعمار التي شملت تمديد خطوط الكهرباء والمياه والمجاري ، قصارة المنزل الذي تبلغ مساحته 200 متر ، ويضيف " لم تواجه حملة "الأمل "، أي صعوبات أو عراقيل ، فحكاية العائلة استقطبت أهل الخير الذين استمروا في تقديم تبرعاتهم السخية ، وخلال أيام أنجزنا المرحلة الاولى من تجهيز البنية التحتية والقصارة "، ويضيف " باشرنا في المرحلة الثانية ، اعادة بناء الحمامات والمراحيض الداخلية ثم تبليطها مع المنزل كاملاً وانجاز التمديدات الصحية والكهربائية والابواب والنوافذ لكافة غرف المنزل الداخلية والخارجية ".

 تأثيت المنزل ..
خلال ذلك ، واصلت حملة "الأمل "، متابعة إعمار المنزل بالطريقة التي تمنتها الارملة أم أمين التي تقول " الحملة راعت كل احتياجاتنا والتزمت باعمار المنزل وتجهيزه وبلاطه كما أحببت ، بل انهم منحوني فرصة لاختيار البلاط بحرية كاملة ، في كل لحظة شعرت أن زوجي معنا يرافقنا بروحه بعدما كرمنا برعاية الحملة التي تعاملت معنا طواقهما بروح الاخوة والعائلة الواحدة "، وتضيف " أحياناً لم أكن أصدق أنني ساعمر منزلي بهذه الطريقة الجميلة والرائعة ، فحتى المطبخ والحمام تم تجهيزه باجمل واحدث أنواع البلاط والتمديدات الصحية الثمينة والغالية والتي يعجز حتى أصحاب المنازل انفسهم عن توفيرها "، وتكمل " في المرحلة النهائية قامت الحملة بطلاء المنزل ثم وفرت لنا كل الاثاث ".

دعم ومؤازرة ..
لم تقتصر المبادرة على الاعمار ، فالحملة كما يقول رئيسها السمودي " وفرت للعائلة ادوات المطبخ من ثلاجة وغاز وفرن وميكرويف وادوات منزليه ، كما وفرت غسالة وأثاث من أسرة وفراش وحرامات ومراوح وطقم ضيوف وسجاد وتلفاز وريسيفر وملابس لكافة افراد العائلة ومواد تموينية "، ويضيف " الحملة وفرت للعائلة مساعدات مادية لتعيش حياة كريمة وما زلنا نسعى لتأمين فاعل خير يتبنى الايتام براتب شهري لرفع كاهل المعاناة عنهم ".

فرحة كبيرة ..
بعد انجاز المشروع بشكل كامل ، سلمت حملة "الأمل " الارملة أم أمين منزلها لتعيش فرحة كبيرة ، وتقول " لا أصدق ان حلم عمري تحقق واجتمع شملنا في منزلنا لنعيش حياة جميلة ،ومهما قلت فان كلماتي تبقى عاجزة عن شكر حملة "الأمل " التي انتشلتنا من حياة الفقر والمعاناة واعادت الامل والسعادة لحياتنا "، واضافت " اشكر أصحاب الايادي البيضاء من المحسنين والمحسنات الكرام الذي انقذوني وأيتامي ووفروا لنا حياة جميلة ورائعة ونصلي لرب العالمين ليجعل ذلك بميزان حسناتهم ".

حملة الأمل
للعام التاسع على التوالي تستمر حملة" الأمل"وعبر صحيفة "القدس"   في تنفيذ رزمة من المبادرات الخيرية و الانسانية التي تستهدف دعم و تعزيز صمود العائلات الفقيرة والمهمشة من ابناء الشعب الفلسطيني و رفع كاهل المعاناة عنهم بتوفير احتياجاتهم الملحة و الضرورية سواء على صعيد المعيشة او الطعام او التعليم او الصحة والعمل  و كل ما يمكن ان يساهم في توفير حياه كريمة و خاصة للشرائح المهمشة من الأيتام و الفقراء و المحتاجين و الذين لا يتلقون المساعدات من احد .
مؤسس حملة الأمل هو الصحفي علي سمودي، الذي يقود فعالياتها ، ومن خلال كتابته قصص معاناه العائلات المتعففة عبر صحيفة "القدس" ،التي انطلقت من خلالها  حملة الامل اضافة  لمواقع التواصل الاجتماعي ، يتمكن باسلوبه المتمكن و الفعال من ملامسة مشاعر اهل الخير و تحفيزهم على تبني و رعاية و مساعدة هذه العائلات و توفير احتياجاتها .

خلال السنوات الماضية ،  حظيت حملة الامل بثقة كبيرة في المجتمع الفلسطيني حيث انها تعتمد على اهل الخير و الغالبية العظمى منهم من مدينه القدس و الذين يسارعون لتقديم تبرعاتهم السخية فور نشر قصص السمودي في صحيفة القدس.

تقوم حملة الامل بتنظيم مبادرات مستمرة تراعي احتياجات و متطلبات الناس خاصة الفقراء و المهمشين ، كالاعياد ،  شهر رمضان ،  توفير الحقائب المدرسية لدى افتتاح المدارس ، توفير الملابس في الاعياد و الكسوة الشتوية والصيفية ، مكافحة الفقر بالامل .

ابرز الانجازات
ابرز انجازات حملة الامل :  بناء و ترميم 25 منزل  ، افتتاح 3 محال تجارية لتوفير مصدر معيشة لأيتام و فقراء، توزيع 30 طابعة بريل على الطلبة المكفوفين ( سعر الطابعة 950 دولار) ، توزيع كراسي كهربائية و كراسي عادية على عشرات العائلات ، توفير اجهزة طبية مساعدة و اطراف صناعية و ادوية و اسرة طبية للمرضى ،  اضافة الى توزيع الملابس و الحقائب المدرسية و الاحذية و المواد التموينية و الغذائية و الدواجن و اللحوم ،  كما تسدد حملة الامل الاقساط الجامعه ل 300 طالب و طالبة في الجامعات الفلسطينية بينهم طلبة طب ، اضافة الى توفير ماكنات خياطة لتمكين النساء من العمل و العيش الكريم .

من خلال الثقة التي حققتها حملة الامل في المجتمع الفلسطيني ، تقوم شهريا بدفع رواتب 30 عائلة بشكل منتظم لعائلات يتيمة و فقيرة و ذوي اعاقة ، كما تمكنت حملة الامل من شراء منزل لعائلة متعففة في مدينة نابلس و تجهيزه بحوالي 50 الف شيكل .

الخير سمة أصيلة بشعبنا
تعتمد حملة الأمل على المجتمع المحلي و المحسنين من ابناء الشعب الفلسطيني في الوطن و الشتات ،  حيث حصلت على تبرعات من اهل الخير الفلسطينين المقيمين في عدة دول عربية و في اوروبا و في امريكا ،كما يساعد الاسرى في سجون الاحتلال ف دعم المبادرات الخيرية و التبرع لحملة الامل من خلال اسرهم ، و ترتبط الحملة بعلاقة مع كافة المؤسسات و القطاعات و الهيئات، و قد لبى الرئيس محمود عباس نداءات العديد من القصص التي كتبها السمودي و قدم لها مساعدات مالية ، و كما استجاب رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدلله للعديد من القصص و التي كان اخرها ارسال الشاب المريض احمد العارضة للهند حيث تم زراعة رئتين له ، ويقول السمودي " من خلال الدعم السخي لمبادرات حملة "الامل " المستمرة ، أكدنا ان الخير سمة أصيلة بشعبنا المرابط رغم الظروف الصعبة والقاسية مما يعزز دورنا ويحفزنا على الاستمرار ، وقد تبنت الحملة خلال العام الجاري شعار " لا مستحيل بعد اليوم ".
 
 
 
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد