تقارير وتحقيقات

عربونة والجلمة شاهدان على خسارة المزارعين وحرمانهم من إستثمار أراضيهم

|
عربونة والجلمة شاهدان على  خسارة المزارعين وحرمانهم من إستثمار أراضيهم

 جنين/ من هديل  صالح:  كغيرها من بلدات محافظة جنين تعاني كل من بلدتي عربونة والجلمة في القضاء من آثار مدمرة على القطاع الزراعي، سببها الاحتلال الذي بسط سيطرته على القسم الاكبر من الاراضي الزراعية، إضافة إلى التقصير ونسيان المزارع يلاقي الظروف الصعبة بيئيا واقتصاديا لوحده.

وعند التجوال قي سهول وجبال تلك البلدات والقرى المجاورة يلمس المشاهد مدى الحزن الذي يكتوي به المزارع من المصائب التي تنهال عليه من كل جانب والتي تبرز من الكلمات والتصريحات لتي تخرج بشكل عفوي.
ويقول المزارع محمد ياسر أبو حسن، من منطقة عربونة قضاء جنين، أنه يوجد في القرية ما يقارب 120 دونم يت بلاستيكي، فيما تقدر مساحة الأراضي الزراعية 4 الف دونم، تم مصادرة قرابة الف و600 دونم لصالح جدار الفصل العنصري.
 
ويؤكد أن أغلب سكان البلد يعتمدون بشكل كبير على الزراعة، منوها الى ان الزراعة تتعرض لكثير من المخاطر أهمها الرياح الشديدة، التي تدمر البيوت البلاستيكية كما أن التسويق يعد مشكلة كبيرة يواجها المزارع في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي. اعتمادنا للسوق الفلسطيني والباقي للسوق في الداخل.

وأشار  أبو حسن أن هناك مؤسسات تعمل على تقدير وحصر حجم الخسائر التي يتعرض لها المزارع وفي اغلب الأحيان يتم تعويضه أما مالياً أو مواد زراعية،  مثل شبكات ري او بلاستيك وتلقينا وعود لتعويضات. 

وأكد على أهمية وجود صندوق التأمينات والذي بدوره يعمل على خدمة المزارعين ودعمهم ورفع معنوياتهم كون المزارع بحاجة الى مثل هذه الصناديق. منوها الى ان المزارع يعتمد على نفسه وبالتالي منتجاته هي رأس المال للمزارع ، وبالتالي مدخولات المزارعين تقتصر على ما يعمل بيديه.
وتعاني البلدة من شح المياه  يقول أبو حسن " وهذا يؤثر على المزارعين  ويضطرهم لشراء حاجته عبر الانتظار مطولا  أمام طوابير الصهاريج للحصول على كوب الماء الذي تصل تكلفته إلى 10شواكل".

ويؤكد المزارع هاشم أبو حسن على حاجة البلدة للمياه حيث يعتمد المزارع بشكل كامل على الزراعة، بسبب وجود مساحات واسعة من الأراضي التي تنتظر زراعتها".
ووفقا لمعطيات مجلس قروي عربونة تعتمد القرية في الوقت الحالي على المياه القادمة من شركة المياه الإسرائيلية (مكروت) لسد حاجتها الزراعية وكذلك استخداماتها اليومية، وتدعي الشركة مدّ القرية بمقدار 800 كوب يومياً الأمر الذي نفاه أهل القرية وأكدوا بأن الكمية لا تتجاوز 200 كوب.

وتقع عربونة إلى الشمال الشرقي من مدينة جنين، وتبعد عنها 11 كم. ترتفع عن سطح البحر 240 متراً. عرفت في العهد الروماني باسم (عرنة). تبلغ مساحة أراضيها (6450) دونم، يحيط بها أراضي قرى المزار وفقوعة ودير غزالة وعرانة وجلمة، جنين وصندلة.
المزارع محمد أبو فرحة من قرية الجلمة يكشف معاناة المزارعين في بلدته، والتي أبرزها كما يقول الجدار والحاجز (المعبر) الملاصق للبلدة، حيث يضطر المزارعين مرارا ترك مزارعهم، بسبب اوضاع امنية لقربها من الجدار, ويتابع في بعض المرات وعندما يكون المحصول في اوج انتاجه نضطر لمغادرة المزارع بسبب انذار من الاحتلال بعدم التواجد قريب من الجدار، وهذا يساهم في ضرب المنتوج وخسارته.
ويقول  تنتشر في البلدة البيوت البلاستيكة التي تعد السمة الابرز للزراعة في البلدة على مدار العام، حيث تزرع البندورة والخيار والفليفلة الحلوة والملوخية وغيرها, وينشغل غالبية المزارعين طوال العام بمزروعاتهم.

والجلمة" تقع في شمال مدينة جنين على بعد 5 كم، تشرف على مرج ابن عامر وتقع على بعد خمسة أميال إلى الشمال من جنين، على يمين الشارع المؤدي إلى الناصرة ويبلغ عدد سكانها 7 الاف نسمة, و ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﺻﻮﺩﺭﺕ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ .
اما الاضرار الاخرى للزراعة في البلدة فيقول ابو فرحة سببها الاوضاع الاقتصادية  حيث انخفضت الاسعار كثيرا، وضعفت مردودات المزروعات، وتركت ظروف الكورونا مزيدا من التراجع لصعوبة التسويق وتوصيل المنتجات للمواطنين. وينوه الى ان اغلاق المعبر لاي سبب بعد تكدس المنتوجات الزراعية قبالته لايام ، يسبب خسائر فادحة جدا للمزارعين والتجار.

ويتابع الاضرار كانت كبيرة جدا على المزارعين، فيما تعويضات وزارة الزراعة وصندوق التعويضات كانت شحيحة ورمزية، طارحا مثالا هل دفع الف شيكل لمزارع يعوضعه عن خسارة موسم كاملا.
ويضيف أن المزارع يتكبد خسائر كبيرة  في انشاء البيوت البلاستيكية والبذور والأسمدة والأدوية والتي اسعارها مرتفعة جدا فضلا عن أسعار المياه التي وصلت حوالي عشرة شواقل للمتر المكعب الواحد، مستذكرا خسائر المزارعين الضخمة قبل خمس سنوات بسبب الصقيع,
والجدير بالذكر ان هذه التقارير تأتي ضمن مبادرات شبابية لتسليط الضوء على عمل صندوق درء المخاطر، والتي تنفذ من خلال اتحاد لجان العمل الزراعي بالشراكة مع مؤسسة الاىتلاف من اجل النزاهة امان.
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد