تقارير وتحقيقات

رغم خسارتهما 380 ألف شيقل نتيجة إحراق مشروعهم .. عصام حمايل من بلدة بيتا: كله يهون من أجل الحرية والكرامة

|
رغم خسارتهما 380 ألف شيقل نتيجة إحراق مشروعهم .. عصام حمايل من بلدة بيتا: كله يهون من أجل الحرية والكرامة

  نابلس/ بيتا - كتب - رومل السويطي *  "لقد وضعت مع شقيقي كل ما نملك بمشروع إعادة تأهيل طبالي الخشب الزراعية "المشاتيح" وإعادة تدوير الادوات البلاستيكية، لكنه تعرض للتدمير الكامل بعد إحراقه على يد الاحتلال أكثر من مرة كان آخرها الجمعة الماضية، ومع ذلك كله يهون من أجل الحرية والكرامة ولا يعادل قطرة دمة شهيد ولا حتى جريح". 

جانب من المحل الذي تم إحراقه في بيتا

بهذه الكلمات المؤثرة، بدأ الشاب عصام حمايل 31 عاما والأب لأربعة أبناء من بلدة بيتا والذي أصيب أيضا برصاص الاحتلال مرتان خلال المواجهات المتواصلة منذ حوالي الاربعين يوما، بدأ حديثه مع "الحياة الجديدة" التي التقته "أطلال" محله الذي يقع قبالة سوق خضار بيتا المركزي "الحسبة". وكان المحل الذي يملكه الشقيقان حمايل قد تعرض لعدة حرائق بفعل قنابل الغاز التي تطلقها قوات الاحتلال خلال اعتدائها على المتظاهرين قبالة حسبة بيتا، لكن كانت أشد الحرائق التي تعرض لها سنة 2017 وقدرت الجهات الرسمية الخسائر بما يقرب من ثلاثمائة ألف شيقل، اضافة الى حريق يوم الجمعة الماضية وقدرت خسائره بحوالي ثمانون ألف شيقل.

محل حمايل تحول الى "أطلال"

وقال حمايل انه بعد أن أحرق المحتلون محله سنة 2017 وخسر مع شقيقه مدخراتهم عادوا واستجمعوا أنفسهم وحاولوا إعادة الحياة لمشروعهم، وبعد جهد حهيد وعمل متواصل لتوفير ميزانية مناسبة، وبمجرد نجاحهم في توفير بعض النقود وتشغيل المحل كانت احداث الجمعة الفائتة ايتعرض المحل مجددا للحريق وتخريبه بشكل كامل، حيث طالت النيران الأخشاب والمواد البلاستيكية التي يستخدمونها في إعادة تدوير بعض الأدوات البلاستيكية ، موضحا بأنه كان قد اشترى مع شقيقه 45 طنا من المواد البلاستيكية قبل حوالي شهر، وأن جميع هذه المواد أحرقت، وتقدر قيمتها بحوالي ستون ألف شيقل، اضافة الى أكثر من عشرون الف شيقل قيمة "المشاتيح" الخشبية والحاويات البلاستيكية المخصصة لتعبئة الفواكه والخضار "المخالات".
واضاف أن أحد جيرانه وهو التاجر اياد البنا تعرض محل الخضار والفواكه الذي يملكه للحرق، وقدرت خسائره بحوالي مائة وخمسون الف شيقل. 
وأوضح حمايل أنه كان قد ناشد أكثر من مرة بلدية بيتا إزالة مخلفات الحسبة وخاصة "الكراتين" والاعشاب اليابسة التي تملأ المنطقة المحيطة بمحله ومحل جاره اياد البنا، وجميعها سريعة الاشتعال، لكن دون استجابة،  وقال "ليس من المعقول أن تتسبب قنابل الغاز بإحراق الخشب والبلاستيك بدون عوامل مساعدة وهي الكراتين والاعشاب اليابسة، وهذا ما حصل"، حسب قوله.
 
وأضاف بأن العديد من القائمين على فعاليات جبل صبيح كانوا قد طلبوا من الهلال الاحمر بضرورة تواجدهم يوم الجمعة وطلبوا كذلك من الدفاع المدني بضرورة وجود ولو سيارة إطفاء واحدة في منطقة الحسبة فقط يوم الجمعة الى حين انتهاء المواجهات، وكان رد الهلال الاحمر توفير ما يقرب من اربعة عشر سيارة اسعاف وتجهيز مستشفى ميداني في ساحة احدى مدارس بيتا، بينما لم يستجب الدفاع المدني، ولم يرسل سيارات الاطفاء الا بعد اشتعال النيران، موضحا بأنه لو كانت سيارة إطفاء واحدة متواجدة لما كانت الخسائر بهذا الحجم.
ويشير الى أنه وشقيقه خسرا كل شيء، منوها الى أن اثنين من اشقائهما يعملان معهما اضافة لعاملين آخرين من خارج بلدة بيتا، وجميعهم باتوا عاطلين عن العمل.  وأكد أن كل خسائره لا تعادل نقطة دم شهيد، لكنه فعليا تعرض مع شقيقه لضربة قاسية جدا، ولا يعرفان كيفية الخروج من محنتهما، معربا عن أمله أن تقف الجهات المختصة الى جانبهم ولو بالحد الأدنى، الى أن يتمكنان من إحياء مشروعهم من جديد. 
 
* جريدة الحياة الجديدة
 
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد