فسحة للرأي

نَصيحَةٌ لِلعَلْمانِيّين الفلِسطينِيّين

أ.د. محمّد حافِظ الشّريدة |
نَصيحَةٌ لِلعَلْمانِيّين الفلِسطينِيّين

 كتب - أ.د. محمّد حافِظ الشّريدة*  العَلْمانِيّة بِاختِصار: هي الدّنيويّة أو اللّادِينيّة! أو مُمارَسة شَهَوات هذهِ الحياة.. بَعيداً عن أيّ تَفكيرٍ في الآخِرة! أو إقصاء الدّين عن جميع شؤون الدّولة: لا سِياسة في الدّين وَلا دِين في السّياسة! وَالإسلام وَالعَلمانِيّة: هما خَطّان مُتَوازيان لا يَلتقيان.. وَمَنهَجان مُتَباينان.. وَطَريقان مُختَلفان!! وَيجب علی من رَضي بِالشّريعة الإسلاميّة: أن يَكفُر بما يُسمّی عَلمانِيّة! قالَ اللّهُ تعالی: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ وَقال تعالی: ﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا﴾ وَلا رَيب أنّ من اعتَقد أنّ دِين الإسلام لا يَصلُح لجميعِ حَياة الأنام أو أنّه كان يَصلُح في فترَة مُعيّنة من الزّمان وَأنّه لا يَتلاءم مع المَدنيّة وَالحَضارة في هذهِ الأيّام: فإنّه مُرتَدّ عن شَريعة الإسلام! يَجب تَعليمه إن كان جاهلاً.. ثمّ إقامَة الحُجّة عليه إن كان مَعذوراً فإن تابَ إلی رَبّه ثمّ رَجعَ إلى رُشدهِ.. وَآمن بِصَلاحية الإسلام في أيّ زَمانٍ.. أو مَجالٍ.. أو مَكانٍ: فَبِها وَنِعمَت! وَإلّا: فقد ارتَدّ عن دِين الإسلام: وَإن صلّى وَصام وَحجّ بَيت اللّه الحَرام.. وَزعمَ أنّه من آلِ البَيت الكرام؟!! قالَ تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ وقال ﷺ: {كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَن عَصَانِي فَقَد أَبَى}! ((رَواه البخاريّ)) وَهكذا يَتبيّن لنا: أنّ العَلمانيّة كفرٌ صَريحٌ.. وَنَهجٌ جدّ قَبيحٌ! فهي من حيث الأصل كفرٌ باللّهِ عزّ وَجلّ: لأنّها قائمة على فَصل الدّين عن مُختلف شؤون الحياة وَالأحياء.. فتكون أحكام الدّولة: ليسَت خاضعةً لشريعة السّماء! وَينبغي التّنبيه في هذا المقام علی أنّ تكفيرَ العَلمانِيّ لا يَتمّ إلّا بعدَ توفّر جميع [شُروط] الكفر فيه! وَانتِفاء [المَوانع] من تكفيره! وَمَعلوم أنّ [المُرتدّ] عن دينِ الإسلام لا يُصاهَر وَلا تؤكل ذَبيحته! وَلا يَرث وَلا يُورث! وَلا يُصلّی عليه الجنازة.. وَلا يُدفن في مَقابر المُسلمين! وَمَعلوم أنّ إقامة الحَدّ علی أيّ مُرتدّ مُجرمٍ وَغدٍ لوَليّ الأمر المُسلم فحَسب! نقولُ في الخِتام لكلّ فلِسطينيّ ضالّ مِن بَني عَلْمان: هَل قَصّرَت (الشّريعة الإسلاميّة) في جانبٍ من الحياة الدّنيويّة؟! وَتَعارَضت مع الحقائق العِلميّة؟! وَهل كانت سبَب النّكبة الفلِسطينيّة؟!! وَهل سَتقولُ بعدَ دَفنِك (لِلْمَلَكيْن) أيّها المُسَيْكين: كانَ دِينُكَ العَلمانِيّة؟! فَوَاللّهِ: لن تُغني عنكَ السّيداوِيّة اليَسارِيّة شيئاً مِن رَبّ البَرِيّة؟؟!!

 

* استاذ شريعة في جامعة النجاح الفلسطينية

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد