اخباريـات عالمية

مستشار ابن زايد أُدين بنقل أشرطة جنسية لأطفال.. أصبح صديقاً لكبار المسؤولين بالبيت الأبيض ويخضع الآن للاستجواب

|
مستشار ابن زايد أُدين بنقل أشرطة جنسية لأطفال.. أصبح صديقاً لكبار المسؤولين بالبيت الأبيض ويخضع الآن للاستجواب

وكالات/ هاف بوست:  تظهِر وثائق محكمة، كُشِف النقاب عنها مؤخراً، أنَّ مستشاراً لدولة الإمارات العربية المتحدة يتعاون الآن مع تحقيق المحقق الخاص، كان مُداناً بنقل مواد جنسية للأطفال قبل 27 عاماً، وهو أحدث تطور في التحقيق المستمر بشأن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، حسب صحيفة The Washington Post.

ومن غير الواضح ما إذا كانت إدانة رجل الأعمال اللبناني الأميركي، جورج نادر في عام 1991 تلعب دوراً في موافقته على مساعدة المحقق الخاص روبرت مولر.

لكنَّ هذه القضية -وغيرها من السجلات التي تظهر أنَّه خضع تكراراً للتدقيق من قبل وكالات إنفاذ القانون لقيامه بأعمال مماثلة- تثير تساؤلات حول وصول نادر في العام الماضي إلى كبار المسؤولين في البيت الأبيض، بما في ذلك جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب.

وأظهرت إخطارات المحكمة التي أُفصح عنها، الجمعة 16 مارس/آذار، أنَّ نادر- ذراع محمد بن زايد ما أسمته صحيفة ألمانية- أُوقِف عن محاولة جلب أفلام فيديو جنسية تستغل الأطفال إلى الولايات المتحدة في عام 1990. وقد تلقى حكماً مُخفَّضاً بعد أن تحدثت شخصيات ذات نفوذ مع المحكمة بشكلٍ خاص، لإقناعها بأنَّه كان يلعب دوراً أساسياً في ذلك الوقت، في محاولة لتحرير الرهائن الأميركيين في لبنان.


"كان شخصية محورية في أزمة أمنية وطنية"

يضيف تقرير صحيفة The Washington Post أن الوثائق الجديدة تزيد الغموض حول نادر، وهو شخصية غامضة عمل كوسيط للترتيبات الخاصة بصفقات الشرق الأوسط على مدى 3 عقود. وتظهر التفاصيل في ملف القضية الضخم، أنَّ نادر تمكَّن من تقليل خطر العقاب القانوني في عام 1991، بحجة أنَّه كان شخصية محورية في أزمة أمنية وطنية مستمرة.

وقد وصف سانديب سافلا، المحامي عن نادر، الكشف عن إدانته بأنَّه "ليس أكثر من مخطط منظم ومثير للاشمئزاز، من جانب أولئك الذين يحاولون تخويف نادر لإسكاته".

وأضاف: يخطط نادر "للاستمرار في الإجابة عن أسئلة صادقة يطرحها عليه المحقق الخاص".


أوقف بالمطار، ويتم استجوابه حول تعاملات بين شركاء ترامب ومسؤولين روس

ويتعاون نادر مع المدعين العاملين في فريق مولر، منذ أن أوقفه واستجوبه عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في مطار دالاس الدولي، في يناير/كانون الثاني، بعد وصوله من الخارج، وفقاً لما ذكره أشخاص مطلعون على المسألة تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الأمور الحساسة.

ويمكن أن يكون لدى نادر معرفة بالتعاملات التي جرت بين شركاء ترامب والمسؤولين الروس خلال الفترة الانتقالية الرئاسية. وساعد في تنظيم اجتماع، في يناير/كانون الثاني 2017، في سيشل بين إيريك برينس، مؤسس شركة بلاك ووتر الأمنية الخاصة، ومسؤولين إماراتيين، بالإضافة إلى مصرفي روسي قريب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسبما أفادت صحيفة واشنطن بوست الأميركية سابقاً.

وقال برينس إنَّ اجتماعه مع كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الثروة الذي تديره الحكومة الروسية، كان لقاء صدفةً حدث لأنَّه كان يلتقي بمسؤولين إماراتيين في فندق فخم في الإمارات.


بماذا أخبر المحققين؟

في حين أخبر نادر المحققين بأنَّ الاجتماع أُعِد مسبقاً، كقناة خلفية للتواصل بين مبعوث ترامب ومسؤول بالكرملين، للسماح بإجراء مناقشات غير رسمية حول العلاقات المستقبلية بين البلدين، وفقاً لما ذكره أشخاص مطلعون على التحقيق، ورفض محامو نادر التعليق.

وكان نادر قد زار البيت الأبيض عدة مرات بعد لقاء سيشل، حيث التقى بكلا المستشارَين البارزَين ستيفن بانون وكوشنر، وفقاً لأشخاص مطلعين على زياراته.

ومن غير الواضح ما إذا كان مسؤولو البيت الأبيض على علم بإدانته في المواد الجنسية للأطفال التي ترجع لعام 1991. وأحال متحدث باسم البيت الأبيض أسئلة إلى تاي كوب المحامي بالبيت الأبيض، الذي لم يرد على الفور على طلب للتعليق.

وإذا كان نادر متورطاً في مناقشات السياسات بالبيت الأبيض أو مسائل أخرى مهمة، كان على المسؤولين أن يفتشوا جيداً في خلفيته، وكذلك سفره إلى الخارج بحثاً عن إشارات على وجود مشكلات محتملة، وذلك حسب ما قاله جويل برينر، الذي شغل منصب رئيس مكافحة التجسس على الولايات المتحدة بمكتب مدير الاستخبارات الوطنية من عام 2006 إلى عام 2009.

وقال برينر: "كان يجب التحقق من خلفيته في كل بلد كان موجوداً به".


وصل بسن المراهقة إلى أميركا

جاء نادر، لبناني المولد، إلى الولايات المتحدة في سن المراهقة، وأسَّس لاحقاً ميدل إيست إنسايت، وهي مجلة متخصصة في تغطية المنطقة، ومنحه منصبه بالمجلة فرصة للسفر باستمرار، وإجراء مقابلات مع زعماء العالم وكبار السياسيين الأميركيين.

في الثمانينيات من القرن الماضي، تطورت سمعة نادر كمفاوض ثانوي يمكنه الوصول إلى كبار المسؤولين في إسرائيل وسوريا وإيران، فضلاً عن قادة حركة حزب الله، وفقاً لأشخاص مطلعين على عمله. وفي السنوات القليلة الماضية، عمل كمستشار لكبار المسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة، حسب صحيفة The Washington Post.

يقول آرون ديفيد ميلر، وهو متخصص في منطقة الشرق الأوسط، وعمل في الإدارة الأميركية أثناء فترات حكم رؤساء جمهوريين وديمقراطيين: "إنه ينتمي إلى فئة الشخصيات المثيرة للاهتمام، التي لم تكن أجنداتها واضحة تماماً، واستُخدم إلى حدٍّ ما من قبل إدارات مختلفة، ليس فقط لتوصيل الرسائل، بل للحصول على معلومات".

لكن وسط أعماله الدولية، حقَّق موظفو سلطات إنفاذ القانون بشكل متكرر، مع نادر، حسب ما تظهره ملفات المحكمة التي كُشِف النقاب عنها حديثاً.

وقد اتهمته هيئة محلفين فيدرالية كبرى في المقاطعة في عام 1985 بتهمتين تتعلقان بإرسال واستيراد المواد الجنسية المتعلقة بالأطفال. وتظهر وثائق المحكمة أنَّ التهم قد أُلغيت قبل المحاكمة، بعد أن نجح محامو نادر في القول إنَّ السلطات صادرت أدلة في القضية بشكل غير قانوني. وتشير السجلات إلى أنَّ نادر أصبح مواطناً أميركياً بنجاح في انتظار المحاكمة في القضية.

خلال حالتين في عام 1988، تلقَّى نادر المواد الجنسية الصريحة، التي تُظهر أولاد قاصرين، أُرسلت إليه عبر صندوق البريد في كليفلاند، وفقاً لملفات المحكمة. ولم يُوَجَّه إليه الاتهام، رغم تفتيش منزله ويقول ممثلو الادعاء إنَّ المواد الجنسية المستغلة للأطفال وُجِدت في مرحاضه.

وفي الآونة الأخيرة، ذكرت وكالة أسوشيتد برس، أنَّ نادر أُدين في 10 حالات خاصة بالاستغلال الجنسي للقاصرين في براغ، في مايو/أيار 2003، وحُكِم عليه بالسجن لمدة عام، وأُمر بطرده من البلاد، ورفض محامو نادر التعليق على قضية براغ.

في القضية التي كُشِف عنها مؤخراً، أُوقف نادر في عام 1990 في مطار دالاس وبحوزته شريطا فيديو يصوران صبية مراهقين، متورطين في أعمال جنسية، مخبأة في حقائبه في علبة حلوى، حسبما تظهر ملفات المحكمة.

وقد اعترف بأنَّه مذنب في تهمة واحدة بنقل مواد جنسبة عن الأطفال، وقضى مدة 6 أشهر في الحجز الفيدرالي، في منشأة محلية مع الإعفاء من العمل، حسب السجلات.

وكان لنادر مؤيدون أقوياء ناشدوا المحكمة نيابة عنه، بحجة أنَّه كان منخرطاً في إجراء مفاوضات مهمة، لمساعدة الحكومة الأميركية في تحرير الرهائن في لبنان.

وتتضمن وثائق المحكمة حسب The Washington Post رسالة بتاريخ يوليو/تموز 1992 إلى المدعي العام، تحث على التساهل مع نادر، كتبها غيلفورد جليزر، وهو مطور عقاري، وصف نفسه في الرسالة بأنَّه صديق للرئيس رونالد ريغان، و"مستشار وصديق حميم لمعظم رؤساء وزراء إسرائيل".


التقى مراراً بمسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية وقادة حزب الله

وقال جليزر الذي توفي في عام 2014، إنَّ نادر التقى مراراً بمسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية، وقادة حزب الله، في إطار الجهود المحفوفة بالمخاطر لإطلاق سراح الرهائن.

وأضاف جليزر: "رجال المخابرات الإسرائيليون لديهم مصادرهم الخاصة في لبنان. ويؤكدون أنَّ اتصال جورج نادر برؤساء حزب الله في ذلك الوقت هو أفضل فرصة ممكنة للتبادل"، مشيراً إلى أنَّ مثل هذه الصفقة كان من شأنها أن تشمل أيضاً إطلاق سراح ست رهائن أميركيين، وست رهائن أوروبيين.

وبالمثل، احتج محامو نادر للمحكمة بأنَّ كبار المسؤولين، ومنهم ريغان، كانوا يحترمون نادر بشكلٍ كبير. وأضاف أنَّ جان ساذرلاند، زوجة أحد الرهائن الأميركيين الذين احتُجزوا في لبنان آنذاك، ممتنة بشدة لما فعله نادر، لدرجة أنَّها كانت على استعداد للسفر من بيروت إلى واشنطن لحضور محاكمة نادر، حسبما قال محامي نادر. وأشار إلى أنَّها كتبت رسالة إلى المحكمة، تؤكد فيها أنَّه "لا يمكن لأي شخص آخر في هذا الوقت القيام بالعمل الذي يقوم به نادر في المنطقة".

وقد سُمح لنادر بالسفر قبل اعترافه بما ارتكبه- بما في ذلك سفره إلى بيروت وموسكو، على ما يبدو كجزء من عمله على إطلاق سراح الرهائن الأميركيين. لكنَّ المدعين العامين في القضية قلَّلوا من دور نادر في دبلوماسية الشرق الأوسط، قائلين إنَّه سُمح له بالسفر "على أساس أنَّه في أضعف الحالات يمكن للقاءاته المزعومة" أن تساعد.

وفي نهاية المطاف، أُعيد النظر في حكمه بسبب ما وصفه القاضي الفيدرالي "بتعاونه الاستثنائي مع الحكومة في مجالات معينة"، وفقاً لوثائق المحكمة.

عام 1998، شكر جيمس بيكر، وزير الخارجية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، نادر بشكل علني على عمله.

وقال بيكر في كلمته: "في مرحلة مبكرة من إدارة بوش، قام جورج نادر بعمل حكيم للغاية، ذي طبيعة إنسانية، يتعلق بالأزمة المستمرة آنذاك بشأن أخذ الرهائن، أخذ المواطنين الأميركيين كرهائن. وقد عمل جورج معنا عن كثب وبتَروٍّ في هذا الموضوع".

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد