اخباريات فلسطينية

"مؤتمر المشرفين": ما يجري في القدس وأحيائها على يد الاحتلال يرقى لجرائم حرب

|
"مؤتمر المشرفين": ما يجري في القدس وأحيائها على يد الاحتلال يرقى لجرائم حرب
القدس المحتلة:  اعتبر مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين فـي الـدول العربية المضيفة في دورته الـ 106، أن ما يجري في مدينة القدس وأحيائها (الشيخ جراح، وبطن الهوى في سلوان، ووادي الجوز، وباب العامود) على يد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، هو تطهير عرقي وتهجير قسري وتمييز عنصري يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

جاء ذلك في ختام أعمال المؤتمر الذي عقد اليوم الثلاثاء، عبر تقنية "الفيديو كونفرنس" بمقر الجامعة العربية نظرا للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس "كورونا" برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، ومشاركة الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو علي.

وأدان المؤتمر قرار سلطات الاحتلال تهجير 86 عائلة مقدسية من حي بطن الهوى ببلدة سلوان من منازلها، يزيد عدد أفرادها على 700 شخص، جلّهم من الأطفال والنساء، لإحلال مستوطنين مكانهم، معتبرا أن تأجيل ما تسمى بـ "محكمة الاحتلال المركزية" البت في قضيتهم في جلسة متعلّقة باستئناف مقدّم ضدّ قرار التهجير القسري هدفه خداع المجتمع الدولي وإظهار أن القضية تحمل بعدا قضائيًا وقانونيًا وليس سياسيًا يهدف إلى تهويد مدينة القدس، وأن ما يجري لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي أو يأخذ شكلاً من أشكال التمييز العنصري والتطهير العرقي المحرم دولياً.

كما أدان بأشد العبارات تغول الاحتلال وأجهزته المختلفة ضد أهالي حي الشيخ جراح وفي بلدة سلوان وأحيائها والعدوان المتواصل عليها بهدف ممارسة أقصى الضغوط على حياتهم ومقومات صمودهم تمهيداً لتهجيرهم بالقوة من منازلهم لصالح المستوطنين وجمعياتهم الإرهابية المتطرفة، وكجزء لا يتجزأ من استكمال عملية تهويد المستوطنين، وكجزء لا يتجزأ من استكمال عملية تهويد المدينة المقدسة وإفراغ أحيائها من مواطنيها المقدسيين، ما يستوجب التدخل العاجل لتأمين الحماية للأهالي والبقاء في منازلهم وتقديم ما يلزم من دعم ومؤازرة أممية لقضيتهم.

ودعا المجتمع الدولي إلى سرعة إعادة إعمار قطاع غزة والضغط على إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) لتسهيل دخول المواد اللازمة لإعادة الإعمار وعدم وضع العراقيل أمام ذلك.

كما أدان المؤتمر بدء بلدية الاحتلال في القدس المحتلة بتنفيذ مشروع تحويل "كرم المفتي" في حي الشيخ جراح إلى "حديقة توراتية" بتكلفة تصل إلى 8.6 مليون دولار أميركي، وبحسب المخطط سيتم افتتاح الحديقة في غضون عامين، على مساحة 25 دونمًا، بالتعاون مع جهات تهويدية أخرى من بينها وزارة القدس في حكومة الاحتلال، و"هيئة تنمية القدس"، حيث تعمل سلطات الاحتلال على إحاطة البلدة القديمة بالحدائق التوراتية، ومن ثم تحويل هذه الحدائق التوراتية إلى مشاريع استيطانية وتهويدية مختلفة.

وأدان، إعلان بلدية الاحتلال في القدس، عن مخطّط لتهويد سطح الخان، الذي يعلو أسواق العطارين واللحامين والصاغة، عبر إقامة مسار سياحي وحديقة، في مشروع قديم جديد اضطر الاحتلال قبل أعوام إلى تأجيل تنفيذه بعد معارضته من الأوقاف والتجار في القدس القديمة، إضافة إلى عدم وجود تمويل كافٍ له، فيما يرصد له اليوم تبرّعا ضخما من رجل أعمال كندي بحوالي 17 مليون شيقل، ويعدّ سطح الخان أحد أبرز مطلات القدس القديمة، وهو متنفّس لأهل القدس ويمارس فيه الشباب والأطفال المقدسيّون النشاطات والألعاب الرياضيّة المختلفة.

وأدان المؤتمر، ما كشفت عنه بلدية الاحتلال في القدس من تحضيرات لإطلاق مرحلة جديدة من تمديد خطوط القطار الخفيف، إذ أعلنت بلدية الاحتلال والشركة الإسرائيلية- الفرنسية المنفذة للمشروع، إنهما بصدد وضع حواجز في الطريق الالتفافي رقم 443، وبحسب المعطيات المتوافرة سيمر خط القطار الخفيف ذو الأهداف الاستيطانية، في عددٍ من أحياء الشطر الشرقي للقدس، وتحديدًا مناطق شعفاط وبيت حنينا، وسيصل إلى العيسوية والطور ومستوطنة "جيلو" المقامة على أراضي بيت جالا.

كذلك، أدان سعي بلدية الاحتلال في القدس، لبناء مكب للنفايات بالقرب من مخيم شعفاط شمال البلدة القديمة من القدس، والقيام بحملة ترويجية هدفها تمرير المخطط الذي يعود إلى عام 2016، وتم وقف تنفيذه بعد اعتراض سكان مخيم شعفاط والعيسوية عليه لما فيه من مخاطر بيئية تهدد حياة سكان المخيم والمنطقة المحيطة به.

ويرى المؤتمر أن اقامة مكب النفايات بالقرب من المناطق الفلسطينية وخاصة مخيم شعفاط يحمل أبعاداً سياسية الهدف منها التضييق على سكان المخيم ودفعهم إلى ترك المخيم بغية تفريغه .

وأدان المجتمعون، منع قوات الاحتلال آلاف المسيحيين من الوصول إلى كنيسة القيامة تزامناً مع احتفالات الطوائف الشرقية (بسبت النور وأعياد الفصح المجيد)، واعتدائها بالضرب على الرهبان والراهبات، والسماح فقط لنحو 2000 مسيحي بالدخول إلى الكنيسة، على الرغم أنها تتسع لنحو 10 آلاف، في اعتداء سافر على القوانين الدولية والقرارات الأممية ولاتفاقية جنيف الرابعة التي تؤكد على حرية العبادة والأماكن المقدسة والرموز الدينية وقت السلم وأثناء النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية.

كما أدان قيام عشرات المستوطنين بتدنيس مقبرة باب الرحمة قرب المسجد الأقصى المبارك، الذين أدوا طقوسًا تلمودية داخلها، في محاولةٍ لاستفزاز مشاعر المقدسيين.

وأدان محاولات قوات الاحتلال فرض واقع جديد في ساحة باب العمود ضمن مخطط فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، التي شهدت مواجهات متكررة منذ بداية شهر رمضان، إذ تحاول سلطات الاحتلال منع المقدسيين من القيام بأي نشاطات رمضانية في الساحة، وإقامة أي تجمعات فيها، عبر إغلاقها بالحواجز الحديدية، وجلب الكلاب البوليسية، وكذلك قيام طواقم بلدية الاحتلال بنصب كاميرات مراقبة جديدة في باب العامود، لمراقبة شوارع المدينة المحتلة، وفرض المزيد من السيطرة والتحكم على المقدسيين، ورصد تحركاتهم فيها.

كذلك، أدان بأشد العبارات استمرار اقتحامات قوات الاحتلال وشرطته والمستوطنين المتطرفين لباحات المسجد الأقصى المبارك، بما يؤكد أن دولة الاحتلال مازالت متمسكة بمشروعها التهويدي للمسجد والسّير عليه عبر تكريس تقسيمه الزماني وصولاً لتقسيمه المكاني، والتي تُعتبر استفزازا فظاً لمشاعر المسلمين واستمرارا للعدوان على الشعب الفلسطيني وعلى القدس ومقدساتها خاصةً.

كما أدان تصعيد سلطات الاحتلال اعتداءاتها بحق المسجد الأقصى وسكان المدينة المحتلة بالتزامن مع بداية شهر رمضان، إذ منعت قوات الاحتلال رفع الآذان من عددٍ من مكبرات الصوت في المسجد الأقصى، كما منعت أحيانا إدخال وجبات الإفطار إلى داخل الأقصى، وكذلك خفض أعداد المشاركين في صلاة الجمعة، إضافة إلى مصادرة قوات الاحتلال وجبات الإفطار بالقرب من باب الأسباط، ومنع الموجودين من تناول طعام الإفطار في المنطقة، وقطع تمديدات الصوت والكهرباء، لإسكات صوت الآذان والصلاة، بحجة التشويش على المستوطنين في ساحة حائط البراق، محملا حكومة الاحتلال مسؤولية التصعيد الذي يجري في القدس واحيائها.
 

يذكر أن الدول التي شاركت في أعمال المؤتمر هي: المملكة الأردنية الهاشمية، دولة فلسطين، جمهورية مصر العربية، الجمهورية اللبنانية، بالإضافة إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة العالم الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الاونروا)، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية "قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة".
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد