فسحة للرأي

لبيك غزة..

د.مصعب ابو عرقوب |
لبيك غزة.. د. مصعب ابو عرقوب عضو المكتب السياسي لحزب التحرير

د.مصعب ابو عرقوب *

لم تتعرض غزة لحادث سير مروع أو لزلزال أرضي حتى يكون رد الأنظمة ومن دار في فلكهم إرسال المساعدات الإنسانية والأدوية  وفتح المعابر للجرحى فقط..! غزة لمن لا يرى تتعرض لمذبحة وحشية تقطع فيها أوصال الأطفال والنساء في بث مباشر تقشعر له الأبدان,و تقف وحيدة أمام  جيش يلهو في سمائها بلا رادع,وفي حالة كهذه فان الرد الطبيعي هو أن تتحرك الجيوش وتنفض عنها هذا الذل وتحرر فلسطين وتنهي هذا الكيان الأكذوبة وتجتثه من جذوره  استجابة لأمر الله وثأرا لأطفال غزة .
قد يرى البعض أن هذا الرد خيالي وليس بعملي ويروج لهذه الرؤية فريق يطالب بأقل القليل لنصرة غزة وأهلها  جاهلين او متجاهلين للحقائق التاريخية والشرعية .
فتاريخيا هل اكتفت أوروبا والولايات المتحدة بإرسال المعونات الإنسانية لفرنسا عند احتلال ألمانيا لها  ؟ أم قامت بالإنزال  الشهير لقواتها  على ساحل نورماندي وبذلك تحررت فرنسا ساركوزي.!!
ألم يسمعوا عن حصار ستالينغراد ؟ هل اصطف الروس في طوابير للتبرع بالدماء والغذاء واكتفوا بذلك؟ ألم يقيموا سكة للقطار على نهر الفولغا المتجمد وسيروا جحافل جيوشهم على أنهر وبحيرات متجمدة ليفكوا الحصار ويحرروا الديار!! هل توسل الفيتناميون لمجلس الأمن أن ينهي احتلال أرضهم؟ أم حرقوا الأرض تحت أقدام الأمريكان!!
 هل هذه حقائق أم  خيال ؟؟ لماذا عندما يكون الأمر متعلق بالمسلمين فان التحرك الطبيعي يصبح خياليا وغير منطقي؟؟ في حين أن تاريخنا زاخر بأروع الأمثلة في التحرك وصد كل من تسول له نفسه الاعتداء على حمى المسلمين  وحرماتهم, بدءا بنبينا محمد ومرورا بالفاتحين  والمحررين وليس انتهاء بصلاح الدين وغيرهم من الأبطال. وإذا كان الدافع لتلك الشعوب وطنيتها أو حبها لأرضها أو مصالحها ورغبتها في العيش بسلام فان الأمة  الإسلامية تدفعها العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية التي توجب عليهم نصرة المظلوم كوجوب صلاتهم  وزكاتهم بل وتضمن تلك العقيدة لهم إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة فلماذا يطالب البعض بأقل القليل  ما دامت الحقائق التاريخية والشرعية  تشير إلى أن الأمم لم تتحرر بالاستجداء من مجلس الأمن أو بالتعاطف وإرسال الأغذية،  وتكشف تلك الحقائق وجوب نصرة  المسلمين لإخوانهم  وأن الأمة الإسلامية  حاضرة دائما لتسطر تاريخا من المجد والعزة, ألم تسطر حطين وعين جالوت وتموز, فلماذا نمنعها من تسطير صفحة أخرى ونطالبها بأقل القليل؟؟
 فالأصل على ضوء تلك الحقائق أن يكون اقل القليل تحرير فلسطين  وإنهاء هذا الكيان مرة واحدة وإلى الأبد, فالأمة أمامها الكثير بعد ذلك لتأخذ دورها في العالم كخير أمة أخرجت للناس حاملة رسالة الإسلام للبشرية لتنعم في ظل أحكام الإسلام وتخلص الإنسانية من ظلم الرأسمالية الجشعة.
لتنزل الأمة إلى الشوارع لا لتنفيس الغضب والمطالبة بإرسال المساعدات والبكاء بل لمحاصرة قصور الحكام  والمرابطة أمامها  حتى يحركوا الجيوش أو تتحرك الجيوش فتخلعهم  ألم يرابط شعب أوكرانيا أسابيعا  في الشوارع والثلج والسقيع يلفح وجوههم حتى نالوا مرادهم؟؟ , فإذا كان أهل غزة يتلقون القنابل والصواريخ ولا تجد منهم إلا ما يرضي الله فان الشعوب تستطيع أن تتلقى الهراوات والغاز المدمع والرصاص لأيام, وإذا كان أهل غزة فقدوا المئات فان الأمة يجب أن تكون  مستعدة لدفع ثمن عزتها وتحررها فالموت في غرق عبارة أو في انهيار بيت أو في حريق قطار أو تحت أقدام المهرولين لاستلام الخبز ليس بأفضل من الموت أمام قصور الحكام طاعة لله حتى لا تطالنا دعوات أهل غزة على المقصرين في نجدتهم, أما الجيوش فلا يجب أن  تنتظر أحدا فالحدود تفتح بأيديهم فإخوانهم في غزة كتيبة محاصرة وعدوهم جبان يقصف من السماء يرتعد على الأرض, فالطائرات والصواريخ والمدافع إن لم تستعمل الآن فمتى تستعمل؟؟ فنصرة غزة نصرة للإسلام في نفوس الأمة ,هكذا تنصر غزة فهي حمى الإسلام  وحمى الإسلام يدافع عنها بالجماجم ولا غير الجماجم  فلبيك غزة.. الم يقل الشاعر:
لبيك أسلام البطولة كلنا نفدي الحمى    لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما؟؟؟


 * عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير-فلسطين   

 musab1976@hotmail.com

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد